ثم قال:
وحظر انتفا التسليم فوق ثلاثةٍ على غير من كان بهجرٍ فأكدِ
لا يجوز أن تهجر أخاك فوق ثلاثة أيام لا تسلم عليه، وأما المعلن بالمعصية والمبتدع فتهجر فوق الثلاثة والشهر والسنة حتى يرتدع.
وكن عالماً أن السلام لسنةٌ وردك فرضٌ ليس ندبٌ بأوقدِ
ويجزئ تسليم امرئٍ من جماعةٍ ورد فتىً منهم على الكل يعدِد
لو سلم واحد من الجماعة على قومٍ جالسين، فرد واحد من الجالسين، أجزأ هذا عن هؤلاء، وهذا عن هؤلاء، ثم قال:
وتسليمٌ نزرٍ والصغير وعابرٍ سبيلٍ وركبانٍ على الضد أيد
يعني يسلم القليل على الكثير، النزر يعني: القليل، والصغير يسلم على الكبير وعابر سبيلٍ وركبانٍ على الضد أيدِ: يعني العابر الماشي يسلم على القاعد، والراكب يسلم على الماشي، على الضد.
وإن سلم المأمور بالرد منهمُ فقد حصل المسنون إذ هو مبتدي
وسلم إذا ما قمت عن حضرة امرئٍ وسلم إذا ما جئت بيتك تهتدِ
إذا زرت شخصاً وأردت أن تغادر سلم عند المغادرة، فإذا دخل البيت {فَسَلِّمُوا عَلَى أَنْفُسِكُمْ تَحِيَّةً مِنْ عِنْدِ اللَّهِ مُبَارَكَةً طَيِّبَةً} [النور:61].
وإفشاؤك التسليم يوجد محبةً من الناس مجهولاً ومعروفاً اقصد
ولذلك يخطئ كثير من الناس اليوم إذا لم يسلم إلا على من يعرف، إنما يجب إفشاء السلام على من عرفته ومن لم تعرفه، ولذلك إفشاؤك التسليم يوجد المحبة، والسلام على الذي تعرفه فقط من أشراط الساعة، فهو شيءٌ مذموم، ثم قال:
وتعريفه لفظ السلام مجوزٌ وتنكيره أيضاً على نص أحمدِ
يعني لو قلت سلامٌ عليكم، أو السلام عليكم كل ذلك صحيح.