عدم تحقير الذنوب

يقول عليه الصلاة والسلام: (إياكم ومحقرات الذنوب، فإنهن يجتمعن على الرجل حتى يهلكنه، كرجل كان بأرض فلاة، فحضر صنيع القوم، فجعل الرجل يأتي بالعود، والرجل يأتي بالعود، والرجل يأتي بالعود حتى جمعوا من ذلك سواداً وأججوا ناراً، فأنضجوا ما فيها) حديث حسن، كذلك لو أن أحد الناس استهان بالذنوب، ذنب صغير على ذنب صغير على ذنب صغير.

لا تحقرن صغيرةً إن الجبال من الحصى

يقول ابن الجوزي في صيد الخاطر: " كثيرٌ من الناس يتسامحون في أمورٍ يظنونها هينة وهي تقدح في الأصول" يقول: "مثل إطلاق البصر في المحرمات" نظرة بعد نظرة حتى صار القلب فاسداً من كثرة النظر، "وكاستعارة بعض طلاب العلم جزءاً لا يردونه" يستعير كتاباً ولا يرده وهذا كثيرٌ من الناس واقعون فيه، وأين هذا من باب: {إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا} [النساء:58]؟ وإذا وعدت بأن ترجع الكتاب، لماذا لم ترجع الكتاب؟ وقال بعض السلف: " تسامحت بلقمة فتناولتها، فأنا اليوم من أربعين سنة إلى خلف" أي: من تواضعه يقول: مرة أكلت لقمة وأنا شاك فيها أحلال أم حرام من أربعين سنة، وأنا أشعر أنني إلى خلف من وراء تلك اللقمة.

واجتناب محقرات الذنوب، ومحاولة اجتناب الذنوب كلها.

ولـ ابن تيمية رحمه الله استشهاد لطيف، يقول في قول النبي صلى الله عليه وسلم: (لا تدخل الملائكة بيتاً فيه كلب ولا صورة) يقول: إذا كانت الملائكة المخلوقون يمنعها الكلب والصورة عن دخول البيت، فكيف تلج معرفة الله عز وجل ومحبته وحلاوة ذكره والأنس بقربه في قلب ممتلئ بكلاب الشهوات وصورها؟

طور بواسطة نورين ميديا © 2015