اجتناب الألعاب الخطيرة والمحرمة

وكذلك فإنه لا بد من اجتناب الألعاب الخطيرة، فإن هذه المفرقعات النارية التي ابتلينا بها في هذا الزمان تضيع فيها الأموال، وتؤذى بها الأبدان، ويشوش بها على الناس في البيوت، وربما تصاب بعض النساء بالرعب، أو فيها إقلاقٌ وإزعاجٌ لراحة المسلمين، فلا شك أن هذا حرامٌ لا يجوز، وبيع هذه الأشياء التي فيها خطورة حرامٌ لا يجوز أيضاً، ولا يمكن الأولاد من شراء الأشياء المؤذية المحرمة، إذا كانت مؤذية تسبب حرائق أو تؤذي الأبدان فإنه لا يجوز أن يلعب بها، وربما نسمع عن ولدٍ فقد بصره، أو مكان احترق بسبب ذلك، فإن الأطفال يأخذون الكبريت وأعواد الكبريت لإشعال هذه الفتائل فربما أدى إلى نشوب حرائق، ولذلك نقرأ في الأخبار المكتوبة عن ازدياد نسبة الحرائق في بلاد الكفار أيام عيد الميلاد، لأنهم يستخدمون هذه الألعاب النارية وبتفنن وتنوع وكثرة، مما يؤدي إلى اشتعال الحرائق، فعلى أية حال لا بد من الانتباه في قضية الألعاب إلى عدم الإتيان بالألعاب المحرمة، سواءً ما كان فيه موسيقى أو ما كان فيه صلبان، أو ما كان مؤذياً للبدن، أو ما كان فيه مقامرة أو شكلٌ من أشكال الميسر، أو ما كان فيه إلهاءٌ عن ذكر الله وعن الصلاة، أو ما كان فيه صورٌ من ذوات الأرواح، فإذاً المنكرات الموجودة في الألعاب كثيرة، أو ما كان فيه نرد فإن النبي صلى الله عليه وسلم أخبر أن من لعب بالنردشير أو بالنرد فقد عصى الله ورسوله، أو كأنما صبغ يده في لحم الخنزير ودمه، كما جاء في الحديث الصحيح.

إذاً ينبغي اجتناب الألعاب المحرمة والمؤذية، والحرص على الألعاب المباحة المفيدة، التي فيها تسلية وفيها إدخال للسرور على الأولاد وتمتيع الأولاد ما أمكن بالفرجة المباحة والفسحة المباحة، والاجتماع بين الأولاد وإظهار الزينة المباحة ونحو ذلك هذا مشروع ينبغي عدم خلطه بالممنوع.

هذا ما تيسر ذكره في أحكام صلاة العيد وبعض الآداب المتعلقة بالعيدين، ونسأل الله سبحانه وتعالى أن يرينا الحق حقاً ويرزقنا اتباعه، وأن يتقبل منا الصيام والقيام، وأن يجزينا بذلك الجزاء الأوفى، وأن يجعلنا في ختام هذا الشهر من عتقائه من النار.

أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم، وصلى الله وسلم وبارك على النبي الأمي محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015