وكان السلف يبتعدون عن الشهرة قدر ما استطاعوا، قال عاصم الأحول: كان أبو العالية إذا جلس إليه أكثر من أربعة قام فتركهم، وعن خالد بن معدان أنه كان إذا كثرت حلقته قام مخافة الشهرة.
وقال محمد بن سيرين لـ ثابت: يا أبا محمد! لم يكن يمنعني من مجالستك إلا مخافة الشهرة، فلم يزل بي البلاء حتى قمت على المصطلة، قال معمر: كان في قميص أيوب بعض التذييل -يعني: فيه طول قليل فقط ولكن ليس بمسبل- فقيل له: ما السبب وأنت قدوة؟! فقال: الشهرة اليوم في التشمير؛ اليوم صارت الشهرة أنهم يحسرون يعني: ليقال هؤلاء يتبعون السنة.