وهناك ممن ينتسب إلى العلم من اختلط عليه الأمر ولم يتبين له أو جهل ذلك أو تابع الكثرة الكاثرة من الناس، أو رأى فيه نوع بدعة حسنة وليس هناك بدعة حسنة، لأن الرسول صلى الله عليه وسلم قال: (كل بدعة ضلالة) فإذا قال الشارع: كل بدعة ضلالة لا يمكن أن يأتي إنسان ويستحسن ويستثني، إذا لم يستثن الشارع ليس لنا حق الاستثناء (كل بدعة ضلالة) ويقال لهؤلاء: شهر ربيع الأول هذا الذي ولد فيه صلى الله عليه وسلم هو بعينه الذي مات فيه فليس الفرح فيه بأولى من الحزن، لماذا لا تحزنون؟ إذاً أو يستوي عندكم الأمران؟ وإذا كانت البعثة للإسلام أهم من مولده، فلماذا لا تحولون الاحتفال إلى البعثة؟ أيهم أهم للعالم والبشرية: البعثة أم المولد؟ مولده أهم أم بعثته أهم أم هجرته أهم؟ فلو كنتم صادقين بالاحتفال بأهم مناسبة كما تزعمون احتفلوا ببعثته، لكن لا أحد يحتفل ببعثته، ولا نريد منهم أن يحتفلوا بالبعثة، ولكن من باب الإلزام والمحاجة نقول لهم ذلك.