أيها الإخوة! لا بد أن يكون عندنا استعدادات لذلك, وهذه الاستعدادات تكمن في عدة أمور، ومنها: الاستعداد العقدي الإيمان بالله عز وجل, والتوكل عليه؛ الإيمان بالله عز وجل الذي يؤدي إلى أن يتصل المسلم بربه اتصالاً وثيقاً, ويتوكل عليه وينيب إليه, ويثق بنصره سبحانه وتعالى، وأن الله لن يتخلى عن دينه, وأنه سينصر الإسلام، وقد أخبرنا نبينا صلى الله عليه وسلم عن عدد من البشائر التي تدل على عودة الإسلام قوياً في آخر الزمان، ونحن في آخر الزمان ولا شك، ولقد أخبرنا عن فتح القسطنطينية ورومية والتي فيها الفاتيكان عاصمة النصارى في العالم, وأخبرنا كذلك أن الإسلام لا يترك بيت مدر ولا وبر في الحاضرة والبادية إلا ويدخله, بعز عزيز أو بذل ذليل.
وأخبرنا بأن المسلمين سينتصرون على اليهود في معركة باب لد التي سيقودها المسيح ابن مريم، حتى إن الشجر سينطق بما وراءه من اليهود المختبئين إلا شجر اليهود الذي يكثرون من زراعته, وأن المسلمين سينتصرون على النصارى في معركة مرج دابق، وهي قرية بقرب حلب في بلاد الشام معروفة قريبة من الحدود التركية, ستكون معركة جاء تفصيلها في صحيح مسلم في الحديث الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم: (وأنهم سيحشدون لنا تسعمائة وستين ألفاً من جنودهم, ولكن أهل الإسلام سينتصرون عليهم).
وأخبرنا عليه الصلاة والسلام بمعارك فاصلة بيننا وبين اليهود والنصارى تكون في آخر الزمان, وأخبرنا عن أحداث متلاحقة، وأحداث عظام ستكون في آخر الزمان, ونحن لا ندري هل هذه قريبة وهل سندركها في حياتنا أم لا؟ ولكنها في الجملة قريبة, فإننا في آخر الزمان ولا شك, وإذا كانت بعثة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم هي أول أشراط الساعة الصغرى وقد مضى عليها أكثر من (1400) سنة فما بالك إذاً بما بقي؟! لا شك أنه يسير جداً.