إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له, ومن يضلل فلا هادي له, وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له, وأشهد أن محمداًَ عبده ورسوله.
أما بعد: فإن الله سبحانه وتعالى قد أخبرنا في كتابه عن عداوة اليهود والنصارى, وأنهم أعدى الأعداء, وأخبرنا عز وجل عن كثير من مؤامراتهم التي يحيكونها على المسلمين, وأنهم لا يزالون يمكرون مكر الليل والنهار حتى يردونا عن ديننا لو استطاعوا, وأنهم لا يرضون عنا حتى نتبع ملتهم, وأنهم قد حسدونا على ما عندنا, وأنهم يريدون أن نتبع ملتهم, والله عز وجل قد حذرنا من شرهم ومكرهم, وإذا تأملنا أطول سورتين في القرآن: (البقرة وآل عمران) لوجدنا أنهما تضمنتا كثيراً مما يتعلق باليهود والنصارى.
ومع اقتراب العام (2000) للميلاد يتسارع النبض، ووتلاحق الأنفاس، ويكثر الكلام عن أحداث عظام ستحدث بزعمهم في هذا التاريخ, وإن من المؤسف حقاً -أيها المسلمون- أن يكون أهل الضلال والكفر والانحلال يعملون في الليل والنهار؛ لتحقيق نبوءاتهم المزعومة, والمسطرة في التوراة والإنجيل, بينما يغرق المسلمون في بحار الغفلة لا يعملون بالحق الذي أنزله الله في القرآن، إلا من رحم الله.
ومع اقتراب هذه المناسبة الألفية، لا بد للمسلم أن يعرف شيئاً مما يدور حول اعتقادات اليهود والنصارى في العام (2000) وماذا يريدون؟ وماذا يتوقعون؟ وماذا يعملون لأجل هذه المناسبة؟ لأن المطلوب منا -نحن المسلمين- أن نعرف ماذا يدبر أعداؤنا, لا أن نعيش في غفلة عما يقومون به, خصوصاً وأن كثيراً من هذه التدابير تحدث في بلاد فلسطين المسلمة, وليست في أقصى الأرض بعيداً عن بلاد المسلمين، وإنما القضية في قلب بلاد المسلمين.