أيها الإخوة: إن هذه الانهزاميات تدلنا بوضوح على مقدار ما وصل إليه القوم من الانحراف، مما يُوجب على أبناء المسلمين أن يكونوا في غاية الوعي لمثل هذه الدسائس، وقال بعضهم يوصي الدعاة إلى الله وصية عجيبة للغاية، صاحب كتاب السنة النبوية بين أهل الفقه وأهل الحديث: وأوصي الدعاة الذين يذهبون إلى كوريا ألا يفتوا بتحريم لحم الكلاب، فالقوم يأكلونه، وليس لدينا نص يفيد الحرمة، ولا نريد أن نضع عوائق أمام كلمة التوحيد، سبحان الله! ليس لدينا نص يفيد الحرمة، أولئك يأكلون الميتة أليس كذلك؟ ويأكلون الخنزير أليس كذلك؟ إذاً لا نفتي بتحريم الخنزير حتى لا نضع عائقاً أمام كلمة التوحيد: {حُرِّمَتْ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةُ وَالدَّمُ وَلَحْمُ الْخِنْزِيرِ} [المائدة:3] والنبي صلى الله عليه وسلم قطع بتحريم ذوات الأنياب وذوات المخالب، والكلب من أي قسم؟ ما بال هؤلاء القوم لا يكادون يفقهون حديثاً.
فرق أن يؤجل الداعية الإخبار بالحكم، ويبدأ بالأساسيات والأمور العقدية، لكن أن يفتي بإباحة لحم الكلاب طمأنة لأولئك القوم لأنهم يستلذون به ويحبونه.
وعجباً أيها الإخوة! نحن لو دعونا بوذياً يأكل الكلاب فلن نبدأ معه بتحريم لحم الكلاب، بل نبدأ معه بلا إله إلا الله، نبدأ معه بكلمة التوحيد والدعوة إلى الإسلام، عندنا ستة في أركان الإيمان ندعوه إليها، وخمسة في أركان الإسلام ندعو إليها، وبعد ذلك إذا استقر دينه وإيمانه أخبرناه بتحريم الميتة والخنزير والخمر ولحم الكلب وغيرها، أما أن نفتيه بإباحة ذلك إن ذلك ضلال مبين، إن ذلك تحريف للكلم عن مواضعه.