الإيمانيات هي أكبر الطاقات في نفس المسلم، فالطاقة الإيمانية هي المحرك لجميع الأعمال، ويمكن أن نقول أيضاً: إن الهدف من التربية الإيمانية هو إحياء واعظ الله في قلب المسلم.
كل واحدٍ فينا فيه واعظ من الله عز وجل، والدليل على ذلك الحديث الصحيح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي يقول فيه: (ضرب الله مثلاً صراطاً مستقيماً، وعلى جنبتي الصراط سوران فيهما أبوابٌ مفتحةً، وعلى الأبواب ستورٌ مرخاةٌ) أي: مثل الستائر (وعلى باب الصراط داعٍ يقول: يا أيها الناس! ادخلوا الصراط جميعاً، ولا تتعودوا، وداعٍ يدعو من فوق الصراط، فإذا أراد الإنسان أن يفتح شيئاً من تلك الأبواب -يعني: المحرمات- قال الداعي من فوق الصراط: ويحك لا تفتحه، فإنك إن تفتحه تلجه) لو كشفت الستار؛ ستلج.
فالصراط الإسلام، والسوران حدود الله تعالى، والأبواب المفتحة محارم الله تعالى، وذلك الداعي على رأس الصراط كتاب الله، والداعي من فوق الصراط الذي يقول: (ويحك لا تفتحه، فإنك إن تفتحه تلجه) واعظ الله في قلب كل مسلم.
أي مسلم يريد أن يقدم على معصية وكان من الذين في قلوبهم خوفٌ من الله، لا بد أن يكون هناك شيء في قلبه وضميره يعظه ويقول له: لا تفعل حتى لو وقع في المعصية؛ لأن النفس الأمارة بالسوء غلبت واعظ الله في قلبه، وإلا فواعظ الله موجود.
فالتربية الإيمانية تهدف إلى تقوية واعظ الله؛ حتى يتغلب واعظ الله على النفس الأمارة بالسوء.