وأما المكان الذي يخرج منه الدجال، فإن الرسول صلى الله عليه وسلم يقول: (إن الدجال يخرج من أرض بالشرق أو بالمشرق، يقال لها خراسان، يتبعه أقوام كأن وجوههم المجان المطرّقة، أو المطرقة) فهو جزماً سيخرج من جهة المشرق، ثم ورد تحديد آخر: (إنه خارج خلة بين الشام والعراق -موضع بين الشام والعراق - فعاث يميناً، وعاث شمالاً، يا عباد الله فاثبتوا) ثم ورد أيضاً تحديد آخر: (إن الدجال يخرج من قبل المشرق، من مدينة يقال لها خراسان، يتبعه أقوام كأن وجوهم المجان المطرّقة).
وقال أيضاً: (يخرج الدجال من يهودية أصبهان، معه سبعون ألفاً من اليهود) قال بعض المؤرخين مثل ياقوت الحموي وغيره: إن هذه المدينة مدينة أصبهان، فيها جزء بناه أصلاً بختنصر لما سبى اليهود وقتلهم ونفى منهم ووضعهم في أصبهان، وبنوا مكاناً لهم يعرف بحارة اليهود، أو حلة اليهود، وهذا الجزء من المدينة في مدينة أصبهان في قطاع خراسان في جهة المشرق، سيخرج منه المسيح الدجال، وهذا فيه تأكيد على ما ذكره عليه الصلاة والسلام أن الفتن ستكون من وجهة المشرق، وجهة المشرق هي جهة العراق وإيران وما وراءهما، فالفتن العظمية ستكون من هذه الجهة.
لذلك أنت لو نظرت إلى فتنة الرافضة وفتنة الخوارج، وما حصل من قدوم التتار من جهة المشرق، وما حصل من الحروب حتى في العصر الحاضر في هذه الجهة، لوجدت أن هذه الجهة بؤرة فتن فعلاً، وأن سكان هذه الجهة يتميزون بحب العنف والدم والثورة والحروب، فلا تزال المشاكل موجودة فيها.
لو تتبعت التاريخ الإسلامي لوجدت أن منطقة خراسان مليئة بالفتن والحروب والمشاكل، وحتى الآن نحن نرى بأعيننا ونسمع مصداق قوله عليه الصلاة والسلام: (الفتن من جهة المشرق) وسيخرج المسيح الدجال من ذلك المكان.