أيها الإخوة: إن مثل هذه اللعبة بسرعة تخرج وتختفي، لتظهر قضية أخرى، وثالثة، ورابعة، والمشكلة في اللب، والقضية أن المحور في هذه الأمور المصادمة للعقيدة، والمصادمة للأحكام الشرعية التي تنتشر حتى بين الأطفال من الذكور والإناث.
ما هو دورنا إذاً؟ التوعية والدعوة، تجريد التوحيد، محاربة الشرك وأشكال الوثنية، والدعوة إلى نبذ هذه المقامرات وفكرة القمار والميسر الموجودة في ألعابٍ كثيرة، وبعض الأولاد يلعبون اللعبة المذكورة بالنقود، وهكذا.
إذاً: يجب أن يكون لدينا وعي كاف وإدراك بشأن هذه المخاطر، وأن نربي أولادنا فعلاً على دين مستقيم، وعلى توحيد وعقيدة صحيحة، وأن نحارب كل هذه المحرمات، ولست أعني هذا الاسم فقط، هناك أشياء كثيرة في الألعاب الإلكترونية وغيرها، والمقصود: أين رقابة الآباء والأمهات، على الأولاد؟ أين التربية؟ أين التوجيه؟ أين المتابعة؟ أيها الإخوة: إننا في عصر فتن ولا شك، والقابض على دينه، كالقابض على الجمر.
فاتقوا الله في أولادكم الذين قال الله لكم في شأنهم: {قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَاراً وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلائِكَةٌ غِلاظٌ شِدَادٌ لا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ} [التحريم:6].
يا عباد الله: اتقوا الله، واتقوا يوماً ترجعون فيه إلى الله، واتقوا عذاب الله، واعلموا أنكم ملاقوه، وأنه محاسبكم عما عملتم، فاجعلوا أعمالكم في رضاه، واجتنبوا أسباب سخطه، واحذروا معصيته.
اللهم إن نسألك الهدى والتقى والعفاف والغنى، اللهم ارزقنا إيماناً قويماً نتبع به دينك يا رب العالمين، اللهم ارزقنا الطريق القويم الذي نتبع فيه دنيك يا رب العالمين، اللهم إن نسألك أن تجنبنا المحرمات، والمنكرات والفتن، ما ظهر منها وما بطن، اللهم إن نسألك النصر للمجاهدين، والخذلان لليهود وأعداء الدين، اللهم عليك بهم فإنهم لا يعجزونك يا رب العالمين.
سبحان ربك رب العزة عما يصفون، وسلام على المرسلين، والحمد لله رب العالمين.