إذا دخل أهل الجنة الجنة وأهل النار النار فعند ذلك يذبح الموت بين الجنة والنار، والله عز وجل يضع قدمه في النار فينزوي بعضها على بعض ويزداد عذاباً على أهلها، والموحدون في النار قد احترقوا وماتوا، فيخرجون منها وهي الدفعة الأخيرة، يلقون في نهر بباب الجنة فيحيون ويدخلون الجنة على الصورة الحسنة.
ويبقى أماكن في الجنة بعد دخول أهل الجنة الجنة ليس لها أصحاب، شاغرة! فيخلق الله أقواماً لم يعملوا شيئاً قط فيدخلهم الجنة من فضله ورحمته، أعني: يا ليتنا كنا منهم لكن جرى قدر الله ونحن في عالم التكليف الآن، فالأماكن التي نتجت عن خروج أناس من النار من الموحدين لا يستفيد منها أهل النار توسعة، لا.
وإنما يضع الجبار قدمه فهذه الأماكن تفنى والنار تنزوي على المخلدين وتضيق عليهم زيادة ويزداد العذاب، والجنة بعد دخول آخر واحد يبقى فيها أماكن فالله يخلق أقواماً يدخلهم الجنة بفضله ومنته وكرمه.
فهذا هو حديث الشفاعة الطويل وقوله في آخر الحديث: (لا يبقى إلا من حبسه القرآن) يعني: وجب عليه الخلود في النار؛ لأن الله قال: {فَحَقَّ وَعِيدِ} [ق:14] وأنه أخبر عن المشركين والكفار أنهم لا يخرجون منها فقال: {وَمَا هُمْ مِنْهَا بِمُخْرَجِينَ} [الحجر:48] هذا الذي حبسهم القرآن وقال تعالى: {فَإِنَّ لَهُ نَارَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَداً} [الجن:23].