وهكذا أيها الإخوة يستمر هذا المسلسل من الحجج والبراهين في القديم والحديث.
قام أحد الدكاترة ممن تخرج من بلاد الغرب يتكلم أمام الطلاب المسلمين، وقال: إلى متى تبقى هذه الخيمة وهذا الحجاب وهذه التقاليد البالية، متى تخلع وترمى وتطلع المرأة للنوادي وتعمل ما تشاء أمام الناس كما تقتضي الحضارة؟ فوقف أحد الطلاب موقفاً عظيماً والله، وقال له: يا دكتور، قال: نعم، قال: أنا عندي سؤال، قال: {أَأَنْتُمْ أَعْلَمُ أَمِ اللَّهُ} [البقرة:140]؟ وهذا السؤال جزء من آية، ما استطاع الدكتور أن يقول: أنا أعلم، لأنه لو قالها لضرب بالنعال، قال: الله أعلم مني، فقال له: لقد قال الله الأعلم: {يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلابِيبِهِنَّ} [الأحزاب:59] وقال الله عز وجل: {وَلا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى} [الأحزاب:33] وهو الأعلم نسمع كلامه أو نسمع كلامك؟! فبهت الذي كفر.
أقول: نحن في عصر كثر فيه العدوان على العقيدة والدين والأحكام الشرعية، وما أنزله الله، فوجب علينا أن نقوم ونرد ونحاج وندمغ الباطل بالحق، فإننا بالعلم الشرعي وبالحجة وبالقوة والجرأة نسكت هؤلاء الأعادي وهؤلاء المنافقين الذين يريدون أن يحرفوا الدين وأن يقصقصوه، وأن يجعلوه شيئاً مشوهاً لا علاقة له بالشريعة التي أنزلها رب العالمين، لا ينبغي لك أن تقرأ أو تسمع باطلاً وتسكت، وخصوصاً في المجالس، والعتب الشديد واللوم العميق على بعض الناس، ممن يكون في مجلس يهاجم فيه الدين ويهاجم حكم شرعي، وهو ساكت لا يرد شيئاً.
والقصد من هذا الموضوع إيقاظ الحمية للدفاع عن العقيدة والأحكام الشرعية في نفوس المسلمين، وأن يكون عندهم جرأة وقوة وعندهم علم وعندهم أسلوب.
جاءني واحد قال: أنا أشتغل في شركة مع النصارى، وهم يثيرون الشبهات، وأنا لغتي الإنجليزية ضعيفة، وهم يتكلمون ويتكلموا وأنا لا أعرف إلا كلمتين، فقلت: يا أخي لا يصلح أن تناقشهم إطلاقاً، إذا لم يكن عندك لغة فكيف تناقش؟ لو جئت تناقش فسيغلبونك بالصوت وباللغة، ولذلك امتنع عن النقاش وائت بغيرك ممن يعلم لسان القوم ليفحمهم، لا يصلح لواحد أن يدخل في معركة وليس معه سلاح يقاتل به.
ونسأل الله سبحانه وتعالى أن يجعلنا هداة مهتدين ومن الذين قضوا بالحق وبه يعدلون، وأن يرزقنا الحجة والغلبة على أعداء الدين.