خجل الملتزم ينافي الجدية

كذلك من عدم مظاهر الجدية في الالتزام: أن يخجل الإنسان في مواجهة الناس بالتزامه، فتجد واحداً مثلاً ممن هداهم الله عز وجل والتزموا بالإسلام ومظهرهم إسلامي، عندما تلاحقهم أعين السفهاء من الناس، وينظرون إليه ويتتبعونه ويغمزونه تجد أنه يمشي على خجل ويريد أن يتوارى من القوم من سوء نظراتهم، والإسلام يوجد في المسلم قضية العزة الإسلامية التي تحتم عليه أن يظهر أمام أهل الباطل فارضاً شخصيته وتصوراته عليهم، ليس بالقوة لكن بمفهوم العزة الإسلامية، أن يصبح عزيزاً، لا ذليلاً يلاحقونه بنظراتهم وهو يحاول أن يهرب ويجد له شيئاً يتوارى خلفه، لماذا يا أخي والله عز وجل أعزك بالإسلام ورفع رأسك به، وأنت تطأطئ رأسك وتمشي هكذا، كأنك مجرم، وهم مجرمون في الحقيقة، تمشي كأنك مذنب، وعينك منكسرة في الأرض، تخشى وتحاول أن تندس من هنا وهناك، لو رفعت عينك إليهم فواجهتهم، وقلت لهم: مالكم تنظرون إلي؟ وما الذي تستغربون من شأني؟ وما الذي فعلته من الخطأ الذي يستنكر علي؟ ثم بدأت تذكر لهم أخطاءهم لما وقعت في هذا المأزق، لكن المشكلة أحياناً ضعف القلوب وضعف الشخصيات، وانحصار مفهوم العزة الإسلامية في النفس يؤدي إلى هذه الأشياء.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015