ومن الظلم العظيم أن يحلف كذباً لأخذ مال أخيه المسلم، عن علقمة بن وائل عن أبيه قال: (جاء رجلٌ من حضرموت ورجل من كندة إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال الحضرمي: يا رسول الله إن هذا قد غلبني على أرضٍ لي كانت لأبي، فقال الكندي: هي أرضي في يدي أزرعها ليس له فيها حق، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم للحضرمي: ألك بينة؟ قال: لا.
قال: فلك يمينه -يحلف- قال: يا رسول الله إن الرجل فاجرٌ لا يبالي على ما حلف عليه، وليس يتورع من شيء، فقال: ليس لك منه إلا ذلك -لا بينة إذاً يحلف المدعى عليه- فانطلق المدعى عليه ليحلف، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لما أدبر: أما لئن حلف على على مال صحابه ليأكله ظلماً ليلقين الله وهو عنه معرض) رواه الإمام مسلم رحمه الله.
وفي رواية لـ مسلم في شأن هذه القصة: (من اقتطع أرضاً ظالماً لقي الله وهو عليه غضبان) أي يلقى الله سبحانه وتعالى وهو معرض عنه.
كم الذين يحلفون في المحاكم ظلماً؟ كم الذين يجحدون أموال الغير؟ كم الذين يتركون العامل يعمل ويمنونه بالمشاركة ويمنونه بالأرباح، فإذا كبرت المؤسسة وقام العمل على سوقه، وبدأت الأرباح تدر، قالوا: اذهب فليس لك شيء، ويخرجونه بثيابه.
أين يكون من يفعل ذلك يوم الدين؟ وما هو حاله يوم الدين؟ ولكن الناس لا يفكرون بيوم الدين، مثل هؤلاء البشر لا يقيمون ليوم القيامة وزناً، فلا وزن لهم عند الله يوم القيامة.