الحمد لله على إحسانه، الحمد لله على شرعه ودينه، الحمد لله الذي أنزل علينا الكتاب ولم يجعله عوجاً، أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير، وأشهد أن محمداً رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه أجمعين.
عباد الله: أيها المسلمون! إن تربية الأولاد أمانة ومسئولية، لا بد من القيام بها، فانظروا كم ضيع الأمانة اليوم من المسلمين!! كم من أولياء أمور ضيعوا الأمانات!! ضيعوا الأولاد! ضيعوا فلذات أكبادهم! أهملوا! تركوهم في الشوارع يتعلمون الألفاظ القبيحة، والعادات السيئة كالتدخين وغيره، ويتدرجون شيئاً فشيئاً إلى أن يتعاطوا المخدرات، ويقعوا في الفاحشة واللواط، وهكذا تكون النتائج متوقعة، ولا شك أنها نتيجة لهذا التضييع.
وهذا الإهمال الحاصل، فضلاً عن الإهمال في الحقوق الشرعية.
التساهل بالطلاق، وتشتيت الأسرة، مآسٍ تحدث في بعض البيوت، ويحرم الأولاد من حنان الأبوين ومن عطفهما، كل خلاف زوجي، وكل مهاترة ومشاتمة ومضاربة بين الزوجين يكون انعكاسها مباشرة على الولد، فاتقوا الله في أولادكم، وارعوا حقوقهم.
والجزء الثاني من هذا الموضوع: الولد في الغرب، وعقد المقارنة بين الطفل في الإسلام والطفل عند الغربيين، وبما أن الوقت قد ضاق -أيها الإخوة- فلعلنا نرجئ الحديث عن هذا الموضوع إلى الخطبة القادمة، لنتعلم فعلاً.
كيف ضاع الولد، وضاع الأطفال في حياة تلكم الأمم، بعدما تبين لنا بالدليل القاطع والبرهان الساطع كيف حفظت الشريعة أولاد المسلمين.
فنسأل الله سبحانه وتعالى أن يهب لنا ذرية طيبة إنه سميع الدعاء، ونسأله عز وجل أن يصلح بيوتنا وأولادنا وذرارينا إنه سميع مجيب قريب، ونسأله عز وجل أن يعيننا على حمل الأمانة.
اللهم أعنا على ما حمَّلتنا، ولا تحملنا ما لا طاقة لنا به يا رب العالمين، ولا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا، ولا تؤاخذنا بما فعل السفهاء منا، وانشر رحمتك علينا، وارزقنا الأمن والأمان في ديارنا وبلداننا وبلدان المسلمين، يا أرحم الراحمين؛ ويا رب العالمين! انشر علينا الأمن والإيمان، واحفظنا بحفظك إنك أنت خير حافظ وأنت أرحم الراحمين.
سبحان ربك رب العزة عما يصفون، وسلام على المرسلين، والحمد لله رب العالمين.