وعلى أولئك الذين يُسافرون أن يختاروا الصحبة الصالحة، بدلاً من أن يختاروا الصحبة التي تعينهم على المنكر وعلى إتيان أماكن الفساد، وبعض الناس يذهبون معهم بخبراء في الفساد وأنواعه وأماكن الفساد؛ مرشد سياحي لكي يذهب بهم إلى الحانات والخمارات والمراقص وأماكن الدعارة؛ هذه وظيفة المرشد السياحي.
عن مبارك بن سعيد قال: أردت سفراً، فقال لي الأعمش رحمه الله: سل ربك أن يرزقك صحابة صالحين؛ فإن مجاهد حدثني فقال: [خرجت من واسط فسألت ربي أن يرزقني صحابةً -صحبة في الطريق لكي لا أكون وحدي- ولم أشترط -ما قلت في الدعاء صحابة صالحين- فاستويت أنا وهم في السفينة فإذا هم أصحاب طنابير -أصحاب معازف وآلات موسيقية-].
والصاحب يعين على الطاعة، ويعين صاحبه حتى على أمور الدنيا ومشاق السفر ومصاعبه، قال محمد بن مناذر: كنت أمشي مع الخليل بن أحمد فانقطع شسعي -أي: صار النعل لا يصلح للسير- فخلع نعليه هو أيضاً فقلت: ما تصنع؟ قال: أواسيك في الحفاء.
أي: لماذا تمشي لوحدك حافياً؟ أنا أخلع نعلي وأمشي معك أيضاً حتى أواسيك في الحفاء.