ويصرح بعضهم بأنه سيطري ذكرها في سكرات الموت، ويقول: قلت أهواكِ وأفضل هواكِ، أو أهواك بين سكرات الموت بطريكي إذاً: سيطري ذكرها في سكرات الموت.
وأنا أقول: إن هذا كلامٌ صحيح، فالذي يفتن بالشيء ويغرم به ويحبه إلى النهاية ويفتن به يذكره عند سكرات الموت.
ولذلك أخبر العلماء من قصص الواقع: أن بعض المرابين ممن فُتن بالربا وعمل به، كان يقول عند موته: عشرة بأحد عشر، عشرة بأحد عشر.
وأن بعض التجار الذين ألهتهم تجارتهم عن الصلاة وذكر الله كان يقول عند موته: هذه سلعة رخيصة، هذا مشتراها رخيص، هذه بكذا وكذا.
وأن بعض من فتن بالنساء كان يقول عند موته:
رب قائلة يوماً وقد تعبت أين الطريق إلى حمام منجابِ
فهو قد عشق جاريةًَ أتت إلى الحمام العمومي ولا زالت في مخيلته حتى مات كمداً وعشقاً، وهو لا يزال يلهج بذكر محبوبته.
وبعض الذين ماتوا في حوادث السيارات كانوا في الرمق الأخير يرددون مقاطع من الأغاني، أشلاؤهم قد اختلطت بحديد السيارات ملقون في الطرقات بعد الحوادث، يتلفظون ببعض المقاطع من الأغاني.
وهكذا كل من شغف بذكر شيءٍ ذكره في أحلك اللحظات؛ وأحلك اللحظات في حياة المرء هي سكرات الموت: (لا إله إلا الله إن للموت لسكرات، اللهم هون علينا سكرات الموت) فهو عندما يقول ذلك فهو كلامٌ صحيح يقر به أن يطري ذكراها في سكرات الموت، وكيف تكون نهايته؟! وكيف يقابل ربه؟!