من أسباب تفكك الأسر: ما قاله صلى الله عليه وسلم: (كفى بالمرء إثماً أن يضيع من يقوت).
كثيرٌ من الأولياء مضيعون لأولادهم، مضيعون لبيوتهم، لا يقومون بالحق الذي عليهم؛ تراه إذا تزوج بأخرى، وكان عنده أولاد من الأولى، أدخلت الثانية في ذهنه أن أولاده يريدون التفريق بينه وبينها -سوء ظن- وأنهم سيضعون له سحراً، ثم اتهمهم هو بأنهم يريدون أن يضعوا له السم، ثم طلق الأولى، وطرد الأولاد الذكور.
ثم قالت له الثانية: إما أنا أو ابنتك في هذا البيت، أخرج البنت؟ فإذا به أخرجها ورماها في بيت أختها المتزوجة، فإذا بالأخت الأخرى تجد حرجاً عظيماً، كيف تعيش في بيتٍ وهي غريبة وزوج أختها موجود؟! لكن لا مأوى لها في الواقع، وهكذا يعيش سائر أولاد هذا الأب الذي طردهم من البيت ولم يلتفت إليهم، منهم من يعيش عند جدته، ومنهم من يعيش عند أخواله، وهذه ابنته تعيش عند أختها المتزوجة، والأم تسأل البنت: أين إخوتك الذكور؟ فتقول: لا أدري طردهم أبي منذُ زمنٍ بعيد، ولا أدري أين همُ الآن، لسان حال الأم: أسأل مَنْ وأنا امرأةٌ ضعيفة؟! وهذا أخذه أهل السوء وقرناء أهل السوء فأشغلوه بالملذات، وينفق راتبه على السفريات والمحرمات.
ورجل رمى المرأة وأولادها ولا يأتي إلى البيت إلا نادراً، والأولاد فيهم معوقون وضعفة، والمدارس ستفتح، والبنات يحتجن إلى مصاريف وهو متغيب، والإيجار طاف عليه تسعة أشهر وصاحب البيت يشتكي، والمرأة ضعيفة لوحدها في البيت، وهو يطرق الباب يريد الإيجار، وأهل الخير يعطون الزوجة المساعدات، والزوج المجرم يأتي كل شهر مرة يفتح فيها حقيبة زوجته ويأخذ ما بها من التبرعات ثم يذهب ولا يدخل البيت إلا دقائق في الشهر ولا يسأل عن أولاده: (كفى بالمرء إثماً أن يضيع من يعول).