كان -رحمه الله- تعالى شاعراً مجيداً، وناصحاً ملهَماً، وفصيحاً مفوَّهاً، وأديباً بارعاً، وكانت له أشعار، فمن ذلك قوله:
يا أيها الناس إني ناصحٌ لكمو فعُوا كلامي فإني ذو تجاريبِ
لا تلهينكم الدنيا بزهرتها فما تدوم على حُسْنٍ ولا طيبِ
وكان يقول أيضاً:
يلذُّ بهذا العيش من ليس يعقلُ ويزهد فيه الألمعي المحصِّلُ
وما عجبُ نفسٍ أن ترى الرأيَ إنما الـ ـعجيبة نفسٌ مقتضى الرأي تفعلُ
إلى الله أشكو همةً دنيويةً ترى النصَّ إلا أنها تتأولُ
ينهنهها موت النبي فترعوِي وتخدعها روح الحياة فتغفُل
وفي كل جزء ينقضي من زمانها من الجسم جزءٌ مثله يتحللُ
كل جزء ينقضي من زمان هذه النفس معه جزء من الجسم يتحلل وتضعف القوى.
فنفسُ الفتى في سهوها وهي تنقضي وجسمُ الفتى في شغله وهو يعملُ
وهو صاحب البيت المشهور:
والوقتُ أنفسُ ما عُنيت بحفظه وأُراه أسهل ما عليك يضيعُ
وأنشد أيضاً:
الحمد لله هذا العين لا الأثرُ فما الذي باتباع الحق تنتظرُ
قتٌ يفوت وأشغالٌ معوقةٌ وضعف عزمٍ ودارٌ شأنها الغِيَرُ
والناس رَكَضاً إلى مهوى مصارعهم وليس عندهمُ مِن ركضهم خبرُ
إلى آخره.
فـ ابن هبيرة يحث على العلم واغتنام الأوقات.
وكانت له أيضاً حكم وأقوال مأثورة عنه رحمه الله تعالى.