أما مصنفاته رحمه الله فقد قلنا: إنها كانت منوعة في أبواب العلم المختلفة.
فمثلاً: في التوحيد: له كتاب في الإيمان ومعالمه، وبيان أنه يزيد وينقص.
وفي صفات الله تعالى أيضاً كان يرى إثبات الصفات، وقال الذهبي في سير أعلام النبلاء: قال أبو عبيد: هذه الأحاديث صحاح -يعني: أحاديث الصفات- حملها أصحاب الحديث والفقهاء بعضهم عن بعض، وهي عندنا حقٌ لا شك فيها، ولكن إذا قيل: كيف يضحك؟ وكيف وضع قدمه؟ قلنا: لا نفسر هذا، ولا سمعنا أن أحداً يفسره.
ما معنى العبارة؟ معناها: أننا نؤمن أن الرب يضع قدمه في النار، ونؤمن أن الرب يضحك؛ لكن لا نستطيع أن نخبر بالكيفية، فنحن نثبت المعنى على حسب كلام العرب ولغتهم؛ لكننا لا يمكن أن نشبه أو نكيف أو نقول: كيفية قدمه كذا، وكيفية يده كذا، وأصابعه كذا، هذه أشياء لا يمكن أن نخوض فيها، وعقولنا لا تحتمل ذلك أبداً، {وَلا يُحِيطُونَ بِهِ عِلْماً} [طه:110].
أما إثبات الصفة، وإثبات معناها، وإثبات حقيقة الصفة: أن له يداً حقيقية، وله قدماً حقيقية، وله قبضةً حقيقية، وأنه يحثو بيده، فلا شك، وأما الأشاعرة فيقولون: لا قبض ولا يد ولا حثو.
فإثبات الصفات من عقيدة أهل السنة والجماعة، ومعنى نفي التفسير: نفي الإخبار بالكيفية، أما المعنى على حسب كلام العرب فيثبته أبو عبيد وغيره من أئمة المسلمين من أهل السنة والجماعة.
أما القرآن: فلا شك أنه يقول: القرآن كلام الله، منزل غير مخلوق.
وقال عبد الملك السمسار: اتفقت أنا وعلي بن المديني وأبو عبيد القاسم بن سلَّام، فقال علي أو غيره: يا أبا عبيد! ما تقول فيمن قال: القرآن مخلوق؟ فقال أبو عبيد: هذا رجلٌ يُعَلَّمْ، ويقال له: إن هذا كفرٌ فإن رجع وإلا ضربت عنقه.