نصيحة: ولابد من تعليم العلم الشرعي لأهل البيت، والحرص على ذلك ما أمكن، ولذلك قال المفسرون في قوله تعالى: {قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَاراً} [التحريم:6] قالوا: حق على المسلم أن يعلم أهله من قرابته وإمائه وعبيده ما فرض الله عليهم وما نهاهم عنه.
وقال علي: علموهم وأدبوهم.
وقال الكيا الهراسي الطبري رحمه الله: فعلينا تعليم أولادنا وأهلينا الدين والخير وما لا يستغنى عنه من الأدب.
ولأجل ذلك لابد من سلوك الوسائل لهذا التعليم، قال البخاري رحمه الله: باب تعليم الرجل أمته وأهله، ثم أتى بحديثه عليه الصلاة والسلام: (ثلاثة لهم أجران: فذكر منهم: ورجل كانت عنده أمة فأدبها فأحسن تأديبها، وعلمها فأحسن تعليمها، ثم أعتقها فتزوجها فله أجران) قال ابن حجر في شرح الحديث: مطابقة الحديث للترجمة للأمة بالنص، وفي الأهل بالقياس، وإذا كان تعليم الأمة حث عليه الشرع وهي أمة فما بالك بالحرة من أهل بيتك، إذ الاعتناء بالأهل الحرائر في التعليم من فضائل الله وسنن رسوله آكد من الاعتناء بالإماء، ومن هذا تخصيص يوم لتعليم أهل البيت.
نصيحة: قال البخاري رحمه الله: باب هل يجعل للنساء يوم على حدة؟ عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه: (قالت النساء للنبي صلى الله عليه وسلم: غلبنا عليك الرجال فاجعل لنا يوماً من نفسك.
فوعدهن يوماً لقيهن فيه، فوعظهن وأمرهن -طبعاً وهن متحجبات أو من وراء حجاب-) وفي رواية لـ سهيل بن أبي صالح عن أبيه عن أبي هريرة (فقال صلى الله عليه وسلم: موعدكن بيت فلانة، فأتاهن فحدثهن).
فإذاً -أيها الإخوة- لنجعل لأهلينا مواعيد معينة نعلمهن فيها آيات الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم، وأنا أوصيكم بأن تجعلوا في هذه الحلق تفسيراً وحديثاً وفقهاً، وأقترح عليكم ثلاثة كتب تجعلوها مناهجاً لتدريس النساء والأهل في البيت: فأولها: تفسير مبسط سهل، ميسر وشامل، وهو تفسير الشيخ العلامة عبد الرحمن بن ناصر بن سعدي رحمة الله عليه تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان.
وثانياً: كتاب رياض الصالحين لما يشتمل عليه من الأحكام والآداب وأبواب أعمال القلوب المختلفة.
وثالثاً: كتاب عظيم صنفه العلامة صديق حسن خان رحمة الله عليه من علماء البلاد الهندية هذا الكتاب اسمه حسن الأسوة بما ثبت عن الله ورسوله في النسوة كتاب عظيم جامع، تنتقي منه أبواباً تقرأ منه على أهل بيتك، أوصيكم بهذا الكتاب فإنه كتاب عظيم في شأن وأمر النسوة.
ولابد أن تعلم النساء في البيوت أحكام الطهارة والدماء والصلاة وأحكام الأطعمة والأشربة، سنن الفطرة، من هم المحارم، من الذين تكشف أمامهم، ومن الذين لا تكشف عليهم، وأحكام اللباس والزينة؛ لأنها تتعرض كثيراً لأحكام الأطعمة والأشربة واللباس والزينة.
وكذلك تعلم الأحكام في كثير من المنكرات: حكم الغناء حكم التصاوير وهكذا.
نصيحة: ومن هذه السبل: تذكير الأهل بالدروس والمحاضرات العامة، ومعارض الكتب التي تخصص فيها أيام للنساء.
نصيحة: ومن السبل لتعليم أهل البيت لإصلاح الأوضاع في البيت: جعل مكتبة إسلامية في البيت، وهذه قضية مهمة، ومسألة عظيمة، تخصيص ركن في البيت، في مجلس عام منه، مثل المجلس الذي يجتمع فيه أهل الدار، توضع فيه مكتبة بمظهر جذاب وأنيق، توضع فيها الكتب المناسبة والملائمة لمختلف المستويات، كتب تصلح للكبار، وكتيبات للصغار، وكتب للرجال وأخرى للنساء، وكتب للإهداء، حتى لو زارك ضيف تهديه بعضاً من هذه الكتب، وتفيد الأولاد في المدارس، وفي قراءتهم الخاصة، وتستغل معارض الكتب لإنشاء هذه المكتبات البيتية، أو توضع غرفة قراءة في البيت إن أمكن، وتوضع بعض الكتب في غرفة النوم؛ لأن بعض الناس قد يستغلون أوقاتهم قبل النوم في قراءة بعض الكتب، وكثير من العقلاء ينهي كتباً بأكملها من جراء ما يقرأ يومياً قبل أن ينام ولو ربع ساعة، فيتجمع عنده علم طيب من وراء استغلال الأوقات.
ويدرب أولادنا على ترتيب هذه المكتبة وعدم رمي الكتب وإلقائها، والحرص عليها، وتكون هذه الكتب جذابة في طباعة نظيفة حتى تكون النفس مقبلة على قراءتها هذه الكتب سبق أن ذكرنا بعضاً مما ينبغي أن يكون موجوداً في مكتبة البيت المسلم، في محاضرة بعنوان "شكاوي وحلول".
نصيحة: إدخال الأشرطة الإسلامية للبيوت -في كل بيت مسجل ولا شك- وبعض المسجلات بأنواع رهيبة من سعتها وقوة مكبراتها، فبما أنه يوجد في البيت مسجلات فلابد أن يوجد في البيت أشرطة إسلامية، وهذا الفراغ في المسجل إذا ما ملأته بشريط نافع سيملأ من ورائك بشريط خبيث، وهذه الأغاني التي تلعلع في بيوتنا وأصوات الشيطان وألحانه من وسائل إفساد البيوت لابد من إيجاد البدائل الإسلامية لهذه الأشياء، أشرطة القرآن المسجلة بأصوات خاشعة مثل ما يقرأ في صلاة التراويح من أصوات بعض الأئمة، فإن صوت القارئ في الصلاة بالقرآن أخشع من قراءته خارج الصلاة.
وأشرطة فتاوى العلماء أيضاً لابد أن يحرص على إيجادها في البيت، مثل فتاوى الشيخ عبد العزيز بن باز حفظه الله، وفتاوى الشيخ محمد ناصر الدين الألباني حفظه الله، وفتاوى الشيخ محمد بن صالح بن عثيمين وغيرهم من العلماء، وبدلاً من أن تدار إبرة الراديو -المذياع- على الإذاعات السيئة التي تلقي إلى أسماع أولادنا وأهلينا بالسموم، فإن المقترح أن تجعل إبرة المذياع مثبتة على إذاعة القرآن الكريم مثلاً حتى يستمع أهل البيت للأشياء النافعة.
الحرص على الأشرطة الموثقة التي يهتم المحاضر فيها بتوضيح العقيدة السليمة، وصحة الأحاديث، وعرض المنهج الصحيح والوعظ السليم بالطريقة السليمة، وتبيين الأحكام، والأشرطة التي تعالج الموضوعات الاجتماعية، وقد كثرت والحمد لله، ولكن عليكم بالانتقاء فإنها الآن قد كثرت، وليست كلها تصلح للاستماع أو قل: إن سماع بعضها اشتغال بالمفضول عن الفاضل؛ ولذلك فاجعل هذه الأشرطة مثار انتباه لأولادك، والأولاد يقبلون على السماع ولا شك، ويحفظون من الأشرطة أشياء عجيبة، طفلك ذاكرته خالية يحفظ أشياء عجيبة، فاحفظ هذه الأشرطة لهم، واجعلها مصونة لا تكسر وتصبح ملعباً للأولاد.
وتوضع لربات البيوت في المطبخ -مثلاً- مسجل وأشرطة تستمع لها، أو عند النوم كما يحلو لبعضهم أن يفعل.