أهمية جعل البيت مكان عبادة وذكر

نصيحة: اجعل البيت مكان عبادة، قال الله عز وجل عن موسى وبني إسرائيل: {وَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى وَأَخِيهِ أَنْ تَبَوَّءا لِقَوْمِكُمَا بِمِصْرَ بُيُوتاً وَاجْعَلُوا بُيُوتَكُمْ قِبْلَةً وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ} [يونس:87] قال ابن كثير رحمه الله: قال بعض أهل العلم: إن العلماء ذكروا في تفسير قوله: {وَاجْعَلُوا بُيُوتَكُمْ قِبْلَةً} [يونس:87] معنيين:- الأول عن ابن عباس: أمروا أن يتخذوا مساجد، أي يسجدون فيها، أي يصلون فيها، أي يعبدون الله فيها.

وعن إبراهيم معنى آخر قال: كانوا خائفين من فرعون، فأمروا أن يصلوا في بيوتهم، لا يستطيعون أن يتجمعوا في المساجد مثلاً فأمروا أن يصلوا في بيوتهم.

قال ابن كثير: وكان هذا -والله أعلم- لما اشتد بهم البلاء من قبل فرعون وقومه وضيقوا عليهم، أمروا بكثرة الصلاة كما قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلاةِ} [البقرة:153] أمروا أن يجعلوا بيوتهم قبلة.

فجعلوا البيت مكاناً يصلى فيه، يقول عليه الصلاة والسلام: (لا تجعلوا بيوتكم مقابر) أي: لا تجعلوها خالية من العبادة كالمقبرة، والمقبرة لا يجوز الصلاة فيها إلا صلاة الجنازة على الميت بعد دفنه في القبر، وإلا فلا مصلى، ولا يصلى في المقابر البتة (لا تجعلوا بيوتكم مقابر) أي: صلوا فيها.

نصيحة: لابد أن يجعل البيت بيتاً يذكر الله فيه بأنواع الذكر، سواءً كان ذكر القلب أو ذكر اللسان أو الصلوات أو قراءة القرآن في البيت، أو قراءة كتب العلم، ومدارسة أنواع العلم، قال صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح: (مثل البيت الذي يذكر الله فيه والبيت لا يذكر الله فيه مثل الحي والميت) وكثير من بيوت المسلمين اليوم -حقيقةً- ميتة بمعنى الكلمة؛ لأنها مليئة بالمنكرات والمعاصي، والألحان، والكذب، والغيبة، والنميمة، والاختلاط، والتبرج بين الأقارب من غير المحارم، أو الجيران الذين يدخلون في البيوت، كثير من البيوت مليئة بالمنكرات على جدرانها، وفي أرصفها، وفي خزاناتها، وفي أنواع اللهو المعمول فيها، هذه البيوت كيف تدخلها الملائكة! البيت الذي يعج بالشياطين كيف تدخله الملائكة، البيت من هذا النوع كيف يمكن أن يكون مصدراً للإصلاح؟! إذاً النصيحة: (مثل البيت الذي يذكر الله فيه والبيت الذي لا يذكر الله فيه مثل الحي والميت) فأحيوا بيوتكم -رحمكم الله- بأنواع الذكر وأصنافه.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015