وقال النبي صلى الله عليه وسلم أيضاً في عيسى ابن مريم بعد هذا: (فيكون عيسى ابن مريم في أمتي حكماً عدلاً، وإماماً مقسطاً، يدق الصليب، ويذبح الخنزير، ويضع الجزية، ويترك الصدقة فلا يسعى على شاة ولا بعير) لا توجد زكاة، وعيسى لا يرسل أحداً يجبي الزكاة، بل يترك الصدقة، والمتصدق الذي يجمع الزكاة لا يسعى على شاة ولا على بعير ولا على شيء، وترفع الشحناء والتباغض (وتنزع حمة كل ذات حمة) يعني: كل ذات سم ينزع سمها حتى يدخل الوليد يده في الحية فلا تضره، وتضر الوليدة الأسد فلا يضرها، ويكون الذئب في الغنم كأنه كلبها، وتملأ الأرض من السلم كما يملأ الإناء من الماء، وتكون الكلمة واحدة فلا يعبد إلا الله، وتضع الحرب أوزارها، وتكون الأرض كثاثور الفضة تنبت نباتها بعهد الله، حتى يجتمع النفر على القطف من العنب فيشبعهم، ويجتمع النفر على الرمانة فتشبعهم، ويكون الثور بكذا وكذا من المال وتكون الفرس بدريهمات.
هذه هي نهاية الدجال، وهذا هو عيسى عليه السلام وهو يقتل الدجال.
نزوله علمٌ للساعة قبل يوم القيامة عند المنارة البيضاء في دمشق، قال عليه الصلاة والسلام مشتاقاً للقيا عيسى وموصياً أمته من بعده ونحن منهم: (إني لأرجو إن طال عمرٌ أن ألقى عيسى ابن مريم، فإن عجل بي موتٌ فمن لقيه منكم، فليقرئه مني السلام) أي: من منا يدرك زمن عيسى فليبلغ عيسى السلام من النبي عليه الصلاة والسلام.
رواه الإمام أحمد.
هذا عيسى ابن مريم ينزل ويعيش في الأرض بعد قتل الدجال.