Q ما صحة القصة: أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه بلغ من شدته أنه لما مات بدلاً من أن يسأله منكر ونكير كان هو الذي سأل منكراً ونكيراً؟
صلى الله عليه وسلم القصة واضحة البطلان، فإن النبي صلى الله عليه وسلم لم يستثن من سؤال الملكين عمر ولا غيره، وأيضاً هذه قضية غيبية، فكيف تصلنا وخصوصاً أنه مات بعد وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم، ولكن هذا مثال على المبالغات التي تكون عند بعض الناس، فبعض الناس من شدة إعجابهم بشخصية معينة، أو من حبهم لها يؤلفون عليها القصص، ويكذبون ويروجون هذه الإشاعات، صحيح أن عمر بن الخطاب ثاني الخلفاء، وأفضل الأمة بعد الرسول صلى الله عليه وسلم وبعد أبي بكر رضي الله عنه، لكن ليس إلى هذه الدرجة، وهذه مشكلة الناس، فليس لديهم الميزان الصحيح في الكلام على الرجال، فتجد أن الكثير بين إفراط وتفريط، بين أن يرى فلاناً من الناس وينسى له كل جميل وكل فعل حسن، ولا يذكر إلا معايبه، فيكون مثل الذباب الذي لا يقع إلا على القاذورات، فلا يذكر إلا العيوب، وبعض الناس لا يذكر إلا الحسنات، وإذا جئت تبين خطأً في فلان أو في منهج فلان، قال: لا أقبل ولا أرضى، وهذا فوق مستوى الكلام، من هو يا أخي؟ أهو النبي صلى الله عليه وسلم؟ وهذا ليس صحيحاً، فأنت لا تحتقر الناس وتنتقص قدرهم، وبنفس الوقت لا تقدسهم، فتجعلهم أعلى من مرتبة الكلام.