مع ذكر ما سبق يظل الناس يقولون: ما فائدة دراسة التوحيد؟! لماذا ندرس في المراحل الابتدائية توحيد الألوهية والربوبية والأسماء والصفات؟! هذه قضايا فطرية، هذه قضايا معروفة، هذه قضايا يفهمها كل جاهل، ما هي قيمة كتاب التوحيد للشيخ محمد بن عبد الوهاب؟! ولماذا أُلّف الكتاب؟! الناس في غِنَىً عنه، ألفه -يا أيها الإخوة- من أجل مثل هذه الأمور، اقرءوا كتاب التوحيد وادرسوه، فأبوابه متينة، تعالج قضايا خطيرة وأساسية، تتجنب بواسطة الفقه في الدين في هذه الأبواب كثيراً من الشرور، فتجد في كتاب التوحيد: باب ما جاء في السحر، باب ما جاء في التَطَيُّر، باب ما جاء في التنجيم.
وهكذا.
يَجِب أن تحرصوا أيها الإخوة على تنمية جوانب العقيدة، ودراسة كتب التوحيد؛ لتعرف كيف توحد الله، وكيف تتجنب الشرك.
هذه الأشياء الخطيرة تنقض الإيمان بالله عز وجل، تنقض الإيمان بركنٍ أساسي من أركان التوحيد، بحقيقة أساسية تكسرها كسراً، تحطمها تحطيماً، قضية تفرد الله عز وجل بعلم الغيب: {قُلْ لا يَعْلَمُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ الْغَيْبَ إِلَّا اللَّهُ} [النمل:65] هذه الأشياء المكتوبة في الأبراج تحطم هذه القضية الأساسية تحطيماً، وتشوه عقيدة القضاء والقدر في نفوس القراء، مخالفة صريحة وواضحة لآيات الله عز وجل، وأحاديث رسوله.