وهذا الحديث حجة لمن ذهب إلى أن إمامة الصبي المميز صحيحة، فهذا دليل على ذلك، فابن سبع سنين مميز، وقد كان عمره سبع سنين أو ثمان سنين، والتمييز أيضاً فيه تفاوت بين الغلمان، والنباهة تختلف لكن الحد المتوسط سبع سنين، ولذلك قال العلماء بصحة صلاة ابن سبع سنين إماماً وأذان ابن سبع سنين، فإذا أذن ابن سبع سنين صح أذانه، وإذا صلى ابن سبع سنين إماماً صحت إمامته أيضاً.
وهذه مسألة إمامة المميز بمن هو أكبر منه من البالغين مسألة خلافية مشهورة، ولكن الدليل مع من قال بصحتها، وبعضهم حاول أن يطعن في المسألة قال: لعل النبي عليه الصلاة والسلام ما اطلع ولعل ولعل، ولكن الوحي ينزل، ولو كانت الإمامة باطلة لكان أوحي إلى النبي عليه الصلاة والسلام بتغيير ذلك وأرسل إليهم يغير ذلك.
وجابر استدل بجواز العزل لكونهم فعلوه على عهد النبي صلى الله عليه وسلم فقال: [كنا نعزل والقرآن ينزل] ولا يقال: ما كان عليه الصلاة والسلام يدري، أو لعله ما اطلع، الصحابي يقول: [كنا نعزل والقرآن ينزل] أي: أن الصحابي يفهم أن نزول القرآن والعزل موجود دون إنكار من الوحي عليهم حجة، ولذلك فإن الذي يحتج بهذا أيضاً يحتج بهذا، فالطريق واحد.