أيتها النسوة! إن هناك عدداً من الثغرات الأخرى، مثل: قضية دورك أنت في مقاومة المنكرات، كما قلنا: المجتمع فيه منكرات كثيرة في مستويات مختلفة، فمثلاً: هناك منكرات في العقيدة، كم عدد النساء اللاتي يذهبن إلى السحرة والساحرات؟ كم عدد النساء اللاتي يذهبن إلى العرافين والكهان؟ كم عدد النسوة اللاتي يذهبن إلى الدجالين والمشعوذين؟ أعداد كبيرة جداً هذه تذهب لتعمل السحر للأخرى، وهذه تذهب لفك السحر عند الساحر، وهذه تذهب لتستشير الدجال والكاهن في قضية زواج أو نقل بيت ونحو ذلك، والأخرى مستعدة أن تسافر، أو تتصل بالهاتف وتدفع خمسمائة ريال رسمي لأجل السؤال ويأتيها الجواب من الدجال، وهذه تذهب وهي تعلم أنه دجالٌ مشعوذ لكن تقول بعضهن: نجرب، وبعضهن تقول: ما عندنا طريقة نجلس نتألم طيلة الوقت! نقول لك: إن الصبر على ألم الجسد خيرٌ من ذهاب العقيدة ولو شفي الجسد، وقد أخبر النبي عليه الصلاة والسلام عن أمر يهودي كان يرقي ويفيد، أخبر أن هذا بسبب الشيطان يعينه وينخس ذلك العرق فيسكن، فالشيطان يتدخل في قضية العروق فينخس العرق ليسكن، فيتوهم المسلم أن اليهودي هو السبب في هذه الخفة التي أحس بها، هذه نافذة للشر كبيرة جداً موجودة في المجتمع، ماذا فعلت أنت من أجل محاربة هذه القضية؟ ولك قريبات وجارات وصديقات يقعن في هذا المنكر العظيم، والذي يأتي دجالاً أو كاهناً فإن آمن به فقد كفر بما أنزل على محمد صلى الله عليه وسلم؛ لأنه لا يعلم الغيب إلا الله، والسحر كفر ونحو ذلك، والتي تأتيه تجرب لا تُقبل لها صلاة أربعين يوماً، ويجب عليها أن تصلي وإلا كفرت، لكن ليس لها أجر على الصلاة إلا إذا تابت إلى الله توبة عظيمة.
وتأملي في الأجر المترتب على إنكارك، وفي الأجر المترتب على تعليمك الخير، ومنعك لهؤلاء من الذهاب إلى المشعوذين وتذكيرهم بالله، كم أم امتنعت نتيجة تحذير ابنتها الصالحة، وكم جارة امتنعت نتيجة نصيحة جارتها الملتزمة المتدينة التي تفقه هذه المسائل الجسام من أمور العقيدة، وهذه المرأة التي إذا رأت النساء اللاتي يتسلين بقراءة الفنجان، قامت لله متجردة تذكر وتنصح، أو رأت إحداهن تعبث بقراءة كف ولو كان بالمزاح تقوم وتخبر أنه لا مزاح في هذه الأمور وأنها أمور خطيرة جداً لا يجوز المزاح فيها.
من الأشياء الأخرى: انتشار قضية الدعارة في المجتمع، وانتشار مسألة الفساد، وقضية دخول بيوت النساء وذهاب النساء مع الأجانب، وشيوع الفاحشة التي تبدأ من الاغراءات والمعاكسات تغذيها الأفلام والمجلات لتنتهي بالفواحش والوقوع في الكبائر الموبقات، هذه مسألة كثير من الأحيان ما يدري عنها إلا امرأة امرأة أخرى تدري عن حال امرأة، ما يدريني أنا الرجل أن هذا أمر واقع في بعض البيوت أو بعض النساء بينما قد تدري المرأة عن هذا، كثير من هذه الثغرات لا يستطيع الرجال سدها؛ لأن الذي يدري عنها امرأة، في الغالب يدري عن منكرات النساء المرأة.
قضية التشبه بالكافرة، ماذا يدريني أنا الرجل عن الموضات التي تظهر عند النساء، والقصات، والملابس، والعادات السيئة التي نأخذها يومياً من الغرب والشرق، لكن المرأة هي التي تحضر الأعراس والحفلات، وتذهب إلى مدارس البنات، وتحضر المناسبات، فهي التي ترى أثر تقليد الكفار على هذه وهذه وهذه، وهي التي ترى العادات السيئة وتلاحظ الظواهر، ولذلك فإن من مهمات المرأة المسلمة رصد الظواهر السيئة في المجتمع النسائي، قد يكون هناك إلحاديات تتسلل وأشياء من المنشورات والكتب السيئة والمجلات والمقالات قد يكون هناك تجمعات مشبوهة، أو جمعيات مشبوهة تذهب إليها بعض النساء تكون تحت عنوان خيري، أو عنوان اجتماعي ونحو ذلك، فماذا يدري الرجال عما يحدث في هذه الجمعيات النسائية المشبوهة إذا لم تتكلمي أنت، ولم ترصدي أنت، ولم تنقلي الخبر أنت، ولم تقومي لله بالنصح أنت فمن سيقوم؟! فإذاً عالم المرأة مملوء بالثغرات التي ينبغي القيام لسدها.
وأيضاً من الأشياء الموجودة: العصبية القبلية المتفشية والمفاخرة، هؤلاء الذين يفاخرون بالعصبيات القبلية إما أن يتركونها أو ليكونون أهون عند الله من الجعلان؛ هذا الجعل الذي يدهده الخرأ بأنفه كما أخبر النبي صلى الله عليه وسلم، ستكون العاقبة وخيمة يوم القيامة، ينبغي عليك مكافحة العصبيات القبلية، ونصح النسوة بترك المفاخرة بالأنساب والأحساب، والطعن في أحساب الآخرين وأنسابهم؛ وهذه تقول: أنت مالك أصل، وهذه تقول كذا، ونحو ذلك، وهذه مسألة متفشية مع الأسف كما أخبر النبي عليه الصلاة والسلام: (ثلاث من أمور الجاهلية لا تدعها هذه الأمة).
أنت التي تشعرين بالظلم الذي يقع على بعض البنات في بعض البيوت، هذه أبوها ربما يربطها ويضربها ويحبسها، وهذه عضلها أبوها فلا يزوجها وجعلها قصراً على ابن عمها ونحو ذلك من الرجال، وهذا لا يجوز له شرعاً أن يفعل ذلك، وأنت التي تحسين بالظلم الواقع على الزوجة من أم زوجها أو بسوء الأدب من الزوجة لأم زوجها.
وأنت التي تحسين بمنكرات الأعراس، وتحسين بالمحرمات وتعرفينها وهي تستشري وتنتشر في المجتمع.
وأنت التي تتعرضين لأنواع من الأذى التي تستوجب تنبيه ونصح بنيات جنسك من عدم الوقوع فيها.
هناك عدد من النسوة التائبات مررن بتجارب سيئة في الحياة الجاهلية التي كُنَّ يعشن فيها، وخرجت بخلاصة دفعت ثمنها من دموعها ودمها شيئاً.
إذاً: هل تترك هذه القضية لتمشي هكذا دون تنبيه ودون تحذير لبنات جنسها؟ كلا والله، لا يمكن أن تكون المرأة المسلمة بهذه السلبية أبداً، لا يمكن أن ترى المرأة منكراً في عرس أو مناسبة ثم لا تنكر، وأقل شيء أنها تقوم من المجلس خارجة منه مفاصلة لأصحابه لتعلن براءتها مما يدور من المنكرات، هذه مسألة واجبة لا بد أن تحدث.