وكذلك فيه الحث على صلاة الجماعة، لأنه قال: (ما منعك يا فلان أن تصلي مع القوم؟) فهذا فيه الحث على صلاة الجماعة، وأن ترك الشخص الصلاة بحضرة الناس عيب، ولذلك لما رأى النبي صلى الله عليه وسلم رجلين في آخر المسجد لم يصليا مع القوم، سألهما عن السبب، فقالا: يا رسول الله! صلينا في رحالنا.
قال: (إذا أتيتما مسجد قومٍ فوجدتماهم يصلون فصليا معهم، ولو كنتم صليتم) فإذا حضر الإنسان مكاناً فيه أناس مجتمعون للصلاة فلا يعتزل ويدعهم يصلون، لأنه يكون في موضع تهمة، سيقول الناس: لماذا لم يصل؟ أهو مستهزئ أم أن الإمام لم يعجبه؟! فلذلك الإنسان لو صلى في مكان وجاء إلى مسجد آخر لدرس أو لحاجة، فإن وجدهم يصلون دخل معهم وصلى وهي له نافلة، ولو كان وقت نهي، لأن الحديث كان بعد الفجر، ولو كان بعد الفجر، أو بعد العصر، فيدخل ويصلي معهم وهي له نافلة.
وكذلك فيه اللطف في السؤال، فإنه قال: (ما منعك يا فلان أن تصلي مع القوم؟) أسلوب سؤال ولم يكن أسلوب توبيخ أو سخرية أو تأنيب أو قسوة، وإنما هو أسلوب سؤال لطيف لمعرفة سبب تخلف هذا الرجل عن الصلاة، وكذلك إنكار المنكر يكون بالأسلوب الحسن.