سعة الصدر

ثم أمر آخر وهو الفهم والاستيعاب، فهم الأبناء والشباب، واليوم قد تغيرت الأمور والأحوال والمعارف والوسائل، فينبغي أن تتسع الصدور لسماع مقالاتهم، ومعرفة شبهاتهم، والنظر إلى آرائهم، والتحسس لمعرفة طموحاتهم، لابد من تريث وأناة، لابد من فتح حوار، لابد من حسن توجيه، لابد من إزالة عقبات حتى نستطيع أن نهيء عقولهم وأفكارهم للعلم، فحتى علم الفيزياء والكيمياء لن يتلقاه ما لم يكن قد استقرت نفسه وقد انتظم فكره، ومن هنا نعرف ما كان من رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم أن جاءه الشاب وقال له: ائذن لي في الزنا! لم يعجل عليه النبي صلى الله عليه وسلم، بل علم طبيعة فترته التي يعيشها، وشهوته التي تستعر في داخله، فجاءه بالأسلوب الحسن: (أترضاه لأمك؟! أترضاه لأختك؟! والناس لا يرضونه)، ثم دعا له النبي عليه الصلاة والسلام، فكان أعظم أسلوب في الفهم، وفي الاستيعاب، وفي إزالة العقبات، وفي التوجيه النافع المرشد الذي يعين على التقويم والتهذيب.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015