الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء المرسلين نبينا محمد، وعلى آله وصحابته أجمعين، وعلى من تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، وعلينا وعلى عباد الله الصالحين.
أما بعد: أيها الإخوة المؤمنون! أوصيكم ونفسي الخاطئة بتقوى الله؛ فإن تقوى الله أعظم زاد يقدم به العبد على مولاه، وإن مثل هذه البرامج وما فيها وما حولها هي من أعظم ما يغتال التقوى، ويئد الحياء، ويضعف الأخلاق، ويزعزع الإيمان، ويمسخ الشخصية المسلمة.
ولعلي هنا أختم بأمر مهم، وهو: أن ذلك كله إنما هو صورة للتقليد الأعمى، والانهزامية الكبرى؛ إذ كل هذه البرامج في مجملها لم تكن من بنات عقول أحد من أبنائنا أو إعلاميينا، وإنما هي نسخ منسوخة كما هي، فقد أجروا عقولهم، وتركوا ما صموا به آذاننا صباح مساء من الإبداع، لينتهي الأمر إلى أن نكون أهل قص ولصق أهل نسخ ونقل أهل توقف عن تفكير، حتى في السوء والشر والفساد ننقله كما هو؛ لأن أصحابه قد بلغوا فيه مبلغاً! فحتى في الفساد لم نكن منتجين، إنه أمر عجيب! لا أدعو فيه إلى أن ننتج الفساد؛ ولكن أريد أن أصور المسخ لأولئك الذين يتصدرون في وسائل الإعلام، ويقولون لنا ما يقولون من ضرورة النهضة بالأمة، والرعاية لشبابها وغير ذلك، ثم يكون قصارى جهدهم أن يأتونا بهذا المسخ المشوه الهزيل الرديء؛ ليقولوا لنا: إنه الذي سيفجر الطاقات، ويفعل الأفاعيل!