وهناك مسألة ثالثة وخسارة عظيمة وهي: خسارة الجدية والاهتمام عند شبابنا.
لقد ذكرت الأخبار التي روجت لهذا الحديث في سطور قليلة كلاماً مهماً، جاء فيه: نجح البرنامج في إشغال المراهقين عن مدارسهم ودروسهم؛ حيث توافق التصويت في حلقاته الأخيرة مع توقيت الاختبارات النصفية في المدارس! فكيف سيذهب أبناؤنا على مقاعد الدراسة في وقت الاختبار؟! وهل سيسألون عن أسماء المشاركين في البرنامج؟ وهل سيسألون عن التعليم الذي تعلمه أولئك المشاركون في ذلك البرنامج؟ وما هي الأمور التي ستصبح من بعد موضع اهتمامهم؟ هل سيبحثون عن المتفوقين والنابغين من زملائهم؟ وهل سيكون طموحهم أن يكون أحدهم عالماً في مجال من المجالات العلمية لينفع الأمة، أو مخترعاً في مجالات التقنية ليقدم شيئاً لها؟ أم أنهم سيختزلون المجد والاهتمام فيما يركز عليه الإعلام في رنة نغم أو جرة قلم أو ركلة قدم؟! تلك هي الأمنيات، وتلك هي القمم العالية السامقة، وتلك هي الذرى البعيدة التي يراد أن يرتبط بها شبابنا وشاباتنا؛ ليكون أملهم هو في هذه المجالات.