الغنيمة العاشرة: الصحة الجسدية، ولابد أن ندرك أن أمر العبادات والطاعات وأمور الفرائض والواجبات مع أمور المحرمات الواردة في التشريعات أنها كلها خير للإنسان، فلابد أن نعلم أن الصلاة وإن كانت عبادة إلا أن لها أثراً صحياً يطول ذكره، وفي ذلك كتاب كامل عن النواحي الصحية في الصلاة بدءاً من الوضوء وانتهاءً بحركات الصلاة، وما فيها من أثر على عضلات الإنسان ومفاصله إلى غير ذلك.
لكننا نخص الفجر، فقد ذكر ذلك بعض أهل الطب فقال: أما الفوائد الصحية التي يجنيها الإنسان بيقظة الفجر فهي كثيرة، منها أنه في وقت الفجر تكون أعلى نسبة لغاز الأوزون في الجو عند الفجر، وتقل تدريجياً -وتأمل حكمة التشريع- حتى تضمحل عند طلوع الشمس -أي: بانتهاء وقت الفجر ينتهي هذا الأوزون- ولهذا الغاز تأثير مفيد للجسم، ومنشط للعمل الفكري والعضلي، بحيث يجعل الإنسان عندما يستنشق نسيم الفجر الجميل المسمى بريح الصبا يجد لذة ونشوة لا شبيه لها في أي ساعة من ساعات النهار أو الليل.
ذكر هذا الدكتور عبد الحميد زياد في كتابه (مع الطب في القرآن الكريم).
فإذاً صلاة الفجر -أيضاً- صحة ونشاط وحيوية في أمور واضحة محسوسة، فهذه -كما قلت- بعض هذه الغنائم العظيمة والفوائد الجزيلة التي يفوتها ويضيعها ذلك النائم، وتأمل وتذكر أن هذه الغنائم ليست مرة واحدة في العمر، وليس عليها سحب كما في المسابقات السنوية أو الشهرية، وليس فيها مجال -أيضاً- للتخلف بأن يكون هناك وعد ثم يكون هناك تأخر، كلا، بل هذه غنائم يومية مستمرة ما دامت هذه الحياة الدنيا، وهي مقطوع بها لا يمكن أن تتخلف، ولا أن تتأخر، ولا أن تنقص؛ لأنها من عند الله سبحانه وتعالى، وشواهد الواقع العملي تدل على ذلك، وشواهد سيرة النبي صلى الله عليه وسلم وسيرة السلف الصالح رضوان الله عليهم تدل على ذلك أيضاً.