عندما فتح المسلمون مصر، وبلاد الشام، وبلاد العراق، جاءوا إلى بلاد لها حضارة ولها تاريخ، وفيها رجال، فزاد ذلك من رصيد هذا التاريخ عند المسلمين، وعرّفوا بملوك هذه البلاد وتاريخها وما كان فيها من أحوال، وما كان أهلها عليه من ديانات، إضافة إلى أن الدولة الإسلامية احتاجت إلى تنظيم أمورها، وإلى إنشاء الدواوين كما فعل عمر بن الخطاب رضي الله عنه لما دون ديوان الجند، وديوان العطاء، فاحتاج إلى أن يحدد وأن يدون قبائل المسلمين، وأسبقية الصحابة في الإسلام، حتى يجعل عطاء السابقين في الإسلام أكثر، ويجعل عطاء من دونهم أقل، وأبناء الصحابة أقل من الصحابة، وكذا التابعين أقل.
وهذا أيضاً كان رافداً من روافد التاريخ، وفيه جمع للمادة التاريخية.