الدور الفردي في مواجهة المخاطر مهم، جدد في قلبك إيمانك، وأوضح في تصورك إسلامك، وتنبه أن إيمانك وإسلامك لا يتجلى في مجرد صلاتك في مسجدك دون أن تتحرى امتثال الإسلام في كل حركة وسكنة، وفي مجال معاملاتك اليومية في جميع الاتجاهات والمجالات.
نحن اليوم نواجه هجوماً شرساً، فهل عندنا دفاع يكافئه؟ أول الدفاع دفاع الإيمان واليقين، فهل نحن حصنا معاقل الإيمان في قلوبنا ونفوسنا؟ هل زادنا هذا الإيمان بما ينبغي أن يزاد فيه من الطاعات، والتواصي بالحق والتواصي بالصبر؟ إن علينا أن نستشعر مواقف النبي صلى الله عليه وسلم والصحابة والمؤمنين في كل هذه المواقف التي مروا بها في مواجهة الظروف العصيبة.
وأمر ثانٍ: العلم والبصيرة الشرعية، فكم نمضي إلى أعمال دون أن نسأل عن أحكامها؟! وكم تأتيك أسئلة اليوم عن حدث وقع لهذا السائل في رمضان الماضي أو عن حج قد مضى قبل سنوات؟! أين نحن من حرصنا على معرفة ديننا ومعرفة شرائعه ومعرفة أحكامه وآدابه؟! وأمر ثالث مهم في التطبيق الفردي: وهو أمر الأسرة ومن ولاك الله أمره، ومن تستطيع أن تبلغهم وأن تذكرهم وأن تنبههم، لو أن كل واحد قام بذلك لرأينا من وراء ذلك خيراً عظيماً.
ثم انظر إلى أمر مهم، وهو أن كل هذه الأسلحة تتعلق بالأفراد والأشخاص، فتراهم يهدفون إلى الحديث وإلى التغيير في بيتك أنت وبيتي أنا، في زوجتك وزوجتي، وابنتك وابنتي، لو أننا علمنا أبناءنا وبناتنا، وقمنا بواجبنا فكان الرفض طبيعياً وذاتياً وإيمانياً، فكل هذه الدعاوى وكل تلك البهرجة لن تفضي إلى شيء، وعندما يعرضون الاقتصاد لنشتري بضائع الأعداء، هل سيأتي من يلزمك ويخرجك من بيتك لتشتريها أم أن خيارك بيدك ألا تشتري ما تعتقد أنه يعود ضرره على أمتك الإسلامية، ويعود على إخوانك المسلمين نار ودمار عليهم في أرضهم وديارهم وأموالهم وأحوالهم، إنه خيار الذات وتربية الفرد.
إننا لو حصنا هذه المعاقل الإيمانية في النفوس، وحققنا التربية الإسلامية في الواقع، فلن نخشى شيئاً من كل ما يصنعون.
وقد رأينا ذلك بحمد الله في أمتنا وفيها خير كثير.
أليست قد وقعت الوقائع ووقعت الاتفاقيات لكي يكون لليهود فرص؛ ليجوسوا خلال الديار؟ فهل جاسوا خلالها أم وجدوا أن الناس عنهم معرضون، وعن التعامل معهم متبرئون، بل يرون ذلك سبباً للعار والشنار؟! ولو أننا قوينا هذه المشاعر وجعلناها تنتقل من صورها الصغيرة إلى الكبيرة، ومن المحدودة إلى الشاملة، ومن الفردية إلى الجماعية، فإننا نستطيع أن نقوي اقتصادنا ونهد اقتصاد الأعداء، ونستطيع أن نقوي أبناءنا ونصد تلك الهجمات بإذنه سبحانه وتعالى.
فاختر لنفسك ما تريده في أمر دينك ودنياك، وفي أمر دنياك وآخرتك، وفي أمر نفسك وفي أمر أمتك ومجتمعك.
والله الله أن يؤتى الدين والأمة من قبلك.
والله الله أن تكون طريقاً يمرر الأعداء فيه مخططاتهم سواء كانت إعلامية أو اجتماعية أو اقتصادية أو سياسية؛ لأنهم يوقنون أنهم لن يروجوا ذلك إلا من بني جلدتنا الناطقين بألسنتنا المقيمين في ديارنا المتغلغلين في مجتمعاتنا؛ ولكننا بحمد الله عز وجل نرى أولئك القوم وإن نطقوا بألسنتنا فالآذان عن أقوالهم صماء، والقلوب عنهم معرضة؛ لأنها ترى بوناً شاسعاً بين تلك الأقاويل وبين نور القرآن وهدي السنة.
نسأل الله عز وجل أن يردنا إلى دينه رداً جميلاً.
ونسأله سبحانه وتعالى أن يحفظ أمتنا من كل سوء ومكروه، وأن يحفظ بلاد الحرمين من كل ما يخل بأمنها وأمانها وسلامها وإسلامها وطيب عيشها وسعة رزقها إنه سبحانه وتعالى ولي ذلك والقادر عليه.
اللهم إنا نسألك العفو والعافية، والمعافاة الدائمة في الدين والدنيا والآخرة.
اللهم تول أمرنا، وارحم ضعفنا، واجبر كسرنا، واغفر ذنبنا، وبلغنا فيما يرضيك آمالنا.
اللهم إنا نسألك أن تجعل خير أعمالنا خواتمها، وخير أيامنا يوم نلقاك وأنت راض عنا.
اللهم إنا نسألك الإخلاص في القول والعمل، وأن تجنبنا الفتنة والزلل، وأن تغفر اللهم لنا السيئات، وأن تضاعف لنا الحسنات، وأن توفقنا فيما نبتغي من التوجه إليه من الطاعات.
اللهم إنا نسألك أن تجعلنا من عبادك الصالحين، وأن تكتبنا في جندك المجاهدين، وأن تجعلنا من ورثة جنة النعيم.
اللهم أعز الإسلام والمسلمين، وارفع بفضلك كلمة الحق والدين، ونكس رايات الكفرة والملحدين.
اللهم انصر عبادك وجندك المجاهدين في كل مكان يا رب العالمين! اللهم لطفك ورحمتك بإخواننا المسلمين المضطهدين والمعذبين والمشردين والمبعدين والأسرى والمسجونين في كل مكان يا رب العالمين! اللهم إنا نسألك أن تجعل هذا البلد آمناً مطمئناً رخاء سخاء وسائر بلاد المسلمين.
اللهم أصلح أئمتنا وولاة أمورنا، واجعل ولايتنا فيمن خافك واتقاك واتبع رضاك يا رب العالمين! اللهم وفق ولي أمرنا لهداك، واجعل عمله في رضاك، وارزقه بطانة صالحة تدله على الخير وتحثه عليه يا سميع الدعاء! عباد الله! صلوا وسلموا على رسول الله استجابة لأمر الله: {إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً} [الأحزاب:56].
وترضوا على الصحابة الكرام، وخصوا منهم بالذكر ذوي القدر العلي والمقام الجلي أبا بكر وعمر وعثمان وعلياً، وعلى سائر الصحابة والتابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
{وَأَقِمِ الصَّلاةَ إِنَّ الصَّلاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ} [العنكبوت:45].