سنذكر المهم من المسائل والتوجيهات التي يحتاجها المسلم في هذه المصيبة والملمة التي نسأل الله عز وجل أن يكشفها عن الأمة، وأن يفرج عنها بإذنه سبحانه وتعالى.
ثمة أمور أيها الإخوة الأحبة ننبه عليها ونتواصى بها.
نريد أولاً الجوانب المتعلقة بالجهة الإيجابية، أعني بالعمل، وقبل ذلك لابد من معرفة الحقائق، وبينهما لابد من الاعتماد والارتكاز على المبادئ، إن المواقف لا تبنى على المصالح، وإن الأحكام لا تؤخذ من الأهواء، وإنما ترجع إلى الأصول الثابتة، والجمل الجامعة من كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم.
أول الحقائق: معرفة حقيقة أعدائنا، وهذا أمر مهم، فإن أمريكا وغير أمريكا ليس عداؤها ومواجهتها لأمة الإسلام في هذا العدوان على العراق بل هو أعظم من ذلك وأشمل وأوسع، ولا بد أن ندرك هذا، وأن نعرف من التاريخ الحديث قبل القديم هذه الحقائق، ولعلنا نشير إشارات سريعة إلى بعض ما يدل على ذلك ويوضحه ويكشفه حتى نكون على بينة من أمرنا.
هذه القيادة المعاصرة للقوة العظمى -كما يسمونها- صرح رئيسها عند توليه مقاليد الحكم قبل أن تحدث الأحداث التي جعلوها مبرراً للحرب؛ يقول في حديثه: إن لأمريكا زمن القوة العسكرية التي لا منافس لها، وطريق الأمل الاقتصادي والنفوذ الثقافي، إنه السلام الذي يأتي بعد الانتصار الساحق.
هذا هو المفهوم، وهذا هو التوجه.
وفي وثيقة السياسية الخارجية التي اتخذها هذا الرئيس أيضاً، والذي قدمها بين يدي حكمه: إنها يمينية من حيث الأيدلوجية -أي: العقيدة- ببعديها السياسي والديني تسعى لتحقيق مصلحة قومية عليا كونية، اقتصادياً وثقافياً، وتتجاوز كل تحرك أمريكا من أجل هذا على مدى القرون الماضية، إنها الحركة التي تعكس كياناً إمبراطورياً يسعى للوجود في كل بقعة من بقاع الأرض.
وفي تصريح لمدير مكتب التخطيط للسياسة الخارجية الأمريكية يقول: الهدف الأمريكي للسياسية الخارجية الأمريكية في القرن الحادي والعشرين هو: إدماج بلدان ومنظمات أخرى في الترتيبات التي ستدعم عالماً يتسق مع المصالح الأمريكية.
وغطرستهم وطغيانهم واضح في كل ما هو معلن مما يحتاج أن نكشفه ونقرأه، وأن نعرف به إستراتيجية الأمن القومي التي عرضت على الكونجرس الأمريكي، تقول: أمريكا ستعمل على حسم المعركة مع العالم الإسلامي، وأمريكا لا زالت مستمرة للحصول على دعم المجتمع الدولي، إلا أننا لن نتردد في اتخاذ خطوات من جانب واحد إذا لزم الأمر، وسنشن حرب أفكار لننتصر في المعركة.
ويقول نائب وزير الدفاع: ينبغي منع أي قوة معادية من السيطرة على مناطق يمكن لثرواتها أن تجعل هذه القوة قوة عظمى، كما ينبغي تثبيط عزيمة الدول المتقدمة إزاء أي محاولة لتحدي زعامتنا، كما علينا التنبه والتوقع لأي بروز يحتمل منافسة لنا على مستوى العالم.