الأول: ما طالعتموه على مدى الأسابيع الماضية وربما الأشهر الماضية من الحملات الأمنية التي قامت بها الشرطة في عدد من المدن، وقد كانت النتائج مفزعة ومثيرة للعجب، كم كشفت من شبكات دعارة؟ كم كشفت من شبكات مخدرات ومصانع خمور وتزوير هويات وممارسة السحر والشعوذة؟ كل ذلك واقع في مجتمعنا وبين أظهرنا، وقريباً منا، وفي ذلك الطريق أو ذلك الشارع الذي نمر به كثيراً، هل كل هذا الذي اكتشف لم تكن عين رأته من قبل، ولا أذن سمعته؟ كلا، بل كان ذلك موجوداً، وخرست الألسن، وأغمضت الأعين، وصمت الآذان، وضعفت الغيرة، وغاض ماء الإيمان في القلب، ولن يدرك أحد أن السفينة إذا غرقت سيكون الجميع غرقى.
أليس هذا الذي رأيناه ونقرأ عنه في صحف كل يوم أمراً لم يكن لنا به عهد بمثل هذا الحجم؟! كيف وصل الأمر هكذا؟ لم يكن في يوم وليلة، لكن أحداً خرق خرقاً صغيراً فقلنا: وما عسى أن يفعل؟ وقال الثاني: دعه مالك وله؟ وقال الثالث: هل أنت وكيل الله على خلقه؟ وقال الرابع: مالي وللناس؟ وهكذا حتى اتسع الخرق على الراقع، وأصبحت القضية ضخمة هائلة.