وإلى بعض المواقف التي لابد من معرفتها، ويكثر الحديث عنها: هذا عدوان سافر واضح من أمة لا تدين دين الإسلام، وفي صورة لا يشك عاقل أن فيها ضرراً على الإسلام وأهله، ولا يقولن لك أحد غير ذلك، ولا يخبرنك أحد بغيره، كما اضطربت بعض المواقف وتراجعت، وتغيرت وتبدلت، وقالت: إن الحملات الصليبية فترة تاريخية، ولا يشك عاقل أنها كانت لمصالح سياسية، ولم تكن حرباً دينية، وقال من قال في تراجعاته ومحاوراته: إنه ليس هناك فرق بين الشرائع السماوية في رعايتها للسلام وحرصها عليها.
ونحن نعرف ما عند اليهود عليهم لعائن الله في توراتهم المحرفة وتلمودهم الحاقد من دعوة صريحة للعنصرية والهمجية والعدوانية، ثم يقال غير هذا ويروج فيه الأحاديث والأقاويل والبيانات، وهذا من المخاطر الكبيرة.
وثمة أمر آخر لابد من معرفته، ولعلي أقف هذه الوقفات الشرعية مع هذه المواقف فيما إذا غزيت هذه البلاد الإسلامية، فهي إسلامية وإن قلنا: إن البعث في عقائده كفر؛ فإن البلد بلد إسلام؛ فتحه المسلمون، ورووه بدمائهم، وكان وقفاً إسلامياً، وجل أهله مسلمون، وكثير منهم -وخاصة في الآونة الأخيرة- رجعوا إلى الله عز وجل، فلا يقال: إنها بلد لا يصدق فيها أنها بلد إسلام فلا تنطبق عليها تلك الأحكام.