والحجاب أيضاً تحرير من فقدان المرأة للفرص العلمية والعملية في الحياة: وقد يعجب الإنسان عندما يسمع مثل هذا الكلام، ولكني أيضاً أقول وأبين هذا من واقع المجتمعات التي ينظر إليها بعض المسلمين على أنها المجتمعات التي يراد لنا أن نقتدي بها: إن المرأة عندما تتبرج تبقى بصورة بارزة ينظر إليها الرجال، ومهما غلفت هذه اللقاءات بأغلفة مختلفة من العمل أو التعليم أو غيره، فإن النظرة التي فطر عليها البشر بين الرجال والنساء هي التي تطغى عندما يحصل استمرار الاختلاط ووجود التبرج، فهناك أربعون مليون امرأة في أمريكا -كما جاء في بعض الدراسات- يتحرش بهن رؤساؤهن في العمل تحرشات جنسية! فهذا عمل، وهذا ميدان للإنتاج، فما الذي يدخل هذا الجانب؟ إنه طبيعة الأمور وفطرتها التي لا يمكن أن تتغير.
وفي إحدى الشركات البريطانية واسمها شركة (أركليز كارز) عممت الشركة على الموظفات تعميماً داخلياً، جاء في هذا التعميم: عدم ارتداء النساء للملابس المثيرة، وجاء في نفس هذا التعميم: أن هذا يشغل العاملين من الرجال؛ لنظرهم إلى النساء، وكلامهم عنهن، وانشغال مجموع العاملين بمثل هذه الأمور، مما يضيع مصلحة العمل! فهذا أيضاً لم يأت به قرآن ولا سنة، وإنما جاء عندهم مصلحة العمل والوظيفة كما يقال.