الحجاب تحرير من الأعباء المالية

الحجاب من وجه آخر تحرير من الأعباء المالية؛ لأن المجتمع الذي تتبرج فيه المرأة تجد نفسها أيضاً مضطرة -صغيرة كانت أو كبيرة- إلى أن تبدل وتغير في الملابس أشكالاً وألواناً، وأن تنفق الأموال على أدوات التجميل صفرة وحمرة وخضرة وزرقة إلى آخر الألوان التي يبتكرها أولئك القوم؛ ليشغلوا بها النساء، ويستنزفوا أموالهن.

وكذلك جددوا لهن من هذا صوراً كثيرة لا تنتهي فيما أحسب، فجعلوا صبغات للشعر، فيوم شعرها أحمر، ويوم شعرها أصفر ويوم كذا وكذا، حتى جاءوا إلى العيون فجعلوا عيوناً زرقاء، وأخرى خضراء، والمرأة التي تتبرج وتذهب إلى العمل أو تخرج إلى الشارع ستكون مضطرة بطبيعة فطرتها ومنافستها أن تغير وتبدل وتجدد وتشكل في هيئتها ومنظرها، وأن تخرج من مالها أو من مال زوجها وتصرف المال في هذا الصدد وهذا السبيل أكثر مما تنفقه في كثير من الأحيان على طعامها أو شرابها أو مصلحة بيتها أو أبنائها، ولا يمكن لك أبداً أن تجد امرأة تعمل وهي متبرجة -أي: لا تأخذ بالحجاب ولا تلبسه- لا يمكن أن تراها على هيئة أو لباس أو لون أو شكل واحد، بل إن في الصباح لها ضرباً من الألبسة والألوان، وفي المساء كذلك، لكن الحجاب يحررها من ذلك.

لا يمنع الإسلام تجمل المرأة؛ لأنه طبيعة في فطرتها، ومطلوب منها بطبيعتها أن تتجمل لزوجها، وأن تتجمل فيما بين النساء في مناسبات الأفراح أو الأعياد، وكان الأمر كذلك في مجتمع المسلمين الأول، والصحابيات اللائي عشن مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في ذلك المجتمع الطاهر، لكن هذا الضرب من التبرج هو الذي يفرض هذه الأعباء التي يحرر الحجاب المرأة المسلمة منها.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015