بعض هذه الأوراق خاصة فيما يتصل بالورقة الأولى، وهي التوعية بصور مآسي المسلمين، وكذلك الورقة الرابعة عن دور الشاب في البيت المسلم، وكذلك الأوراق التي لم أتحدث عنها، مثل: خدمة أهل الحي، وخدمة الشريط الإسلامي ونحوها.
أقول: كيف صدرت أو وجدت هذه الأوراق؟ أقول: إنه من الممكن أن يمارس كثيرون هذا الدور، وأن يخرجوا بمثل هذه الأفكار، وبعض هذه الأوراق التي أشرت إليها هي من نتاج بعض الطلبة في المرحلة المتوسطة والثانوية، مع مشاركة قلة من طلبة الجامعة، واجتمعت مجموعات من هؤلاء الطلبة في بعض أنشطتهم المنبثقة عن أنشطة التحفيظ والمراكز الصيفية، ووجههم الموجهون أن يفكروا في أساليب عملية لخدمة الإسلام، ففكروا وكتبوا هذه النقاط والأوراق، ودرسوها وناقشوها، وهذا مستواهم، وهذه قدراتهم وإعدادهم، فاشتغلوا بشيء مهم، وشعروا بأن هناك أموراً لابد أن يكون لهم فيها دور، وعرفوا أن هناك ميادين يستطيعون أن يكون لهم ممارسة ومساهمة فيها، ولذلك هذه الأوراق التي ذكرتها وغيرها مما لم أذكره إنما هو نتاجهم عندما فكروا ونظروا في واقعهم وإمكاناتهم، وقالوا: يمكن أن يكون العمل على هذه المراحل، وفي هذه المحاور، وبهذه الخطوات، وتحت هذه الأهداف، فهل يعجز من هو أكبر منهم سناً وأكثر قدرة مادية ومعنوية أن يكون له اهتمام بمثل هذه القضايا؟ هل يعجز أحد أن يصوغ أو أن يشارك مع إخوانه في صياغة خطوات عملية ليقدم الخير ويساهم في مسيرة نشره بين المسلمين؟ هذا تأكيد على أنه بالإمكان أن تكون هذه الخطوات، بل إن وجودها واقعاً أمر ميسور بإذن الله سبحانه وتعالى.
وقد هدفت -أصلاً- من هذا الموضوع أن نثير العزيمة إلى العمل، والهمة في التفكير في قضايا المسلمين، والاجتماع على دراسة حلول لها، وطرائق عملية لمساعدتها وخدمتها، وهذا هو الذي نأمله.
وما ذكرت من العناوين يمكن أن يفكر فيه الإخوة، فإذا وضعوا فيه نقاطاً وواصلونا بها، ربما تكون هناك فرصة لعرضها والتذكير بها وتطبيقها عملياً، وربما بعض ما ذكرناه إن شاء الله يمارس عملياً.