أهمية استغلال الأوقات في الأمور النافعة

Q بعض الشباب الملتزمين يطيلون المزاح ومشاهدة التمثيليات المباحة، ولا يكثرون الأذكار ولا يتناصحون، فما توجيهكم.

؟

صلى الله عليه وسلم هذه من المشكلات الواقعة، وهي كثرة الترخص وقضاء الأوقات فيما لا نفع فيه، وقد ذكر ابن القيم أن مجالس الإخوان على ثلاثة أنواع، ثم مدح منها نوعاً وذم اثنين، ومن الأنواع المذمومة: أن يكون الغرض من تلك المجالس مجانسة الطبع وموافقة الميل وضياع الوقت وتكرار الأحاديث دون أن يكون هناك فائدة، وهؤلاء الإخوة لو استشعروا قيمة الوقت وعظمة المسئولية وخطورة الواقع الذي تمر به الأمة لما كان لهم مثل هذا، ولما ترخصوا، ولو ذكروا سير السلف الصالح لعرفوا كيف تكون الأمور.

وأختم هذا بموقف للإمام أحمد: عندما كان في زمن الفتنة والمحنة وجاءه أبو سعيد الواسطي يسهل له، ويقرب له الترخص، وقال له: إن لك أبناءً، وإن لك زوجة، وإن لك كذا، فماذا قال له الإمام أحمد رحمة الله عليه؟ قال له: إذا كان هذا عقلك فقد استرحت.

فإذا كان شباب الدعوة أو جيل الصحوة يهمهم ويرضيهم أن يقضوا الأوقات في الكلام والضحك، دون أن يكونوا على قدم جدٍ وعمل ويرضون بهذا فقد استراحوا.

وأصحاب العقول المستريحة ليسوا ممدوحين، لأن المجانين هم أعظم أصحاب العقول المستريحة؛ لأنهم لا يفكرون في شيء، ولا يحملون هماً، ولا يلتمسون سبيلاً ولا طريقاً لأي عمل نافع أو صالح.

فلذلك أوجه الإخوة من الشباب على وجه الخصوص: أن يربئوا بأنفسهم عن الوقوع في مثل هذه الأمور التي لا تليق بوصف المسلم فضلاً عن الملتزمين، فضلاً عن الداعية، فضلاً عن المجاهد.

والله أسأل أن يوفقنا إلى ما يحب ويرضى، وأن يجعلنا جنداً في سبيله مجاهدين، ودعاةً لدينه مخلصين، وعبادً له مخبتين، إنه ولي ذلك والقادر عليه، وآخر دعوانا أن الحمد الله رب العالمين.

وصلى الله وسلم على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، والحمد لله رب العالمين.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015