التعميم في الأحكام

من الأخطاء المهمة في هذه القضايا سواء التعصب أو التنازع أو التكفير أو التنفير غير الأمور المهمة التي أشرت إلى بعض منها عند تعليقي على بيان سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز التعميم، وهو أكبر خطأ، التعميم في الحكم، فلا يقول: فلان كذا، لا، بل يقول: أهل البلد الفلاني كذا، والجماعة الفلانية كذا، وأهل مسجد كذا فيهم كذا، من قال: إن الناس كلهم على قول ورأي واحد؟! لا يصح التعميم في الحكم، لو قيل: إن أهل هذا المسجد كلهم فيهم خصلة ابتداع، فهذا تعميم خاطئ، ولا يمكن أن يكون كل الناس لهم رأي واحد.

إذاً: لا يصح التعميم في مثل هذه الأحكام، سواء كان في الأفراد ككل، أو كان في الفرد الواحد فتقول: فلان فيه جلافة، لمجرد موقف واحد كان في وقته غليظاً أو فظاً أو غاضباً أو كذا، فعممت موقفاً واحداً على سائر حياته! لا يصح هذا.

أو فلان لا يعرف، ولا يعلم، جاهل؛ لأنه سئل عن مسألة فقال: لا أعلم.

وهذا التعميم من الأخطاء الشائعة وللأسف.

وكذلك النظر إلى مرحلة من مراحل الحياة، قد يكون الإنسان في فترة من فترات حياته مسرفاً على نفسه بالمعاصي ثم تاب، فنقول: فلان فاسق، باعتبار أول حاله ولو تاب، ولو أتى بألف دليل ودليل لا يقبل منه! وهذا لاشك أنه مخالف لشرع الله سبحانه وتعالى، ولمقتضى العقول.

ومن هذه الأمور: عدم الإنصاف، والتركيز على السلبيات دون الإيجابيات، والله سبحانه وتعالى أمرنا بالعدل حتى مع الأعداء، وأمرنا بالمعاملة الحسنى حتى مع أهل الكتاب: {وَلا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ} [العنكبوت:46]، فكيف لا يكون ذلك لإخواننا في الإسلام؟!

طور بواسطة نورين ميديا © 2015