وهنا وقفة لا بد منها: نعمة الأمن والأمان، ونعمة رغد العيش وصحة الأبدان، فهي من أعظم نعم الله على عباده.
ولعلنا لابد أن نشير إلى ما تحدثنا عنه مراراً: إن القتل والتفجير والتدمير الذي يجري إنما هو نقض لهذه النعمة، وكأنما يفعل هؤلاء ما يناقض حمد الله جل وعلا وشكره على نعمته، ولئن كان هذا الفعل ينبثق من تكفير فقد علمنا حكمه، ولئن كان ينبعث من مواجهة أو رد فعل فلا يجوز بحال أن يكون سبباً في قتل الأرواح فضلاً عن ترويع الآمنين، وفضلاً عن اختلال أوضاع البلاد والعباد، فهذا كله من الأمور المحرمة التي هي خرق لأعظم نعمة من نعم الله عز وجل وهي نعمة الأمن والاستقرار.
ونحن في شهور الحج العظيمة، وفي قرب من الفريضة الجليلة، وفي أمان البيت الذي جعله الله عز وجل أماناً للناس حتى يؤدوا عبادتهم وهم في أمن على أرواحهم وأموالهم وأنفسهم، وكذلك ساق الله عز وجل النعم؛ ليكون الناس منصرفين إلى عبادتهم، وقد يسر الله لهم أرزاقهم.
نسأل الله سبحانه وتعالى أن يذكرنا بنعمه، وأن يوفقنا لشكرها، وأن يجعلنا ممن يستحضرون نعمه ويخافون من عذابه، إنه ولي ذلك والقادر عليه.
أقول هذا القول، وأستغفر الله العظيم لي ولكم من كل ذنب، فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.