مضاعفة الجهد قرب النهايات

الوجه الثالث أن الخواتيم قرب الانتهاء تؤذن بأن المؤسم سينقضي، وأن فضيلة الشهر وفضيلة الأجر ومضاعفة الأجر وفضيلة محو الوزر توشك أن تنتهي، ولذلك فلابد في آخر كل زمان له موسم من مضاعفة الجهد فيه أكثر لاستدراك ما فات، ولمزيد من الاغتنام لما بقي، وذلك معروف في حياة الناس؛ فالطلاب عند قرب الاختبارات يضاعفون الجهد في القراءة والمذاكرة، ويتركون بعض أمورهم وطعامهم وشرابهم وزيارتهم وبعض ما اعتادوه؛ لأنه لم يعد هناك وقت يمكن الجمع فيه بين الاثنين، ولذلك يؤخرون هذا، ومثل هذا مواسم التجارة المختلفة، فإن لكل بضاعة موسماً، وأهل الموسم إذا جاء الموسم وأوشك أن ينتهي فإنهم يواصلون ليلهم بنهارهم، ولا يكون هناك وقت للدوام، ولا يكون هناك وقت للراحة، ويتعاقبون أحياناً على متاجرهم؛ لأن الوقت -أيضاً- يوشك أن ينتهي، وإذا انتهي فلن تكون الفرصة سانحة لمزيد من تحصيل تلك الأرباح التي يطمحون إليها.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015