وعندما نريد أن نضع بعض النقاط لهذه المخاطر المتعلقة بالعقيدة خاصة في سن الطفولة فإن أول هذه المخاطر تتركز في عقيدة الولاء والبراء, فإن الطفل والصغير ينشأ على حب الكفار, وربما تعظيمهم والثناء عليهم, والنظر إليهم على أنهم هم المقدمون وهم الأفضلون؛ لأنه يرى ذلك من خلال تعلقه بهذه الخادمة أو المربية.
الأمر الثاني: تلقين مبادئ هذه الديانات المختلفة والمنحرفة للأطفال, وذلك في صور شتى كثيرة، وبعض النسب من الجنسيات تذكر أن (1.
5) من الخادمات في منطقة الخليج من الجنسية الإنجليزية يعملن مربيات وخادمات، ومن المتوقع أن الإنجليزية ليست ذات حاجة، بمعني أنها لم تأت لتخدم لأنها تريد أن تأكل لقمة العيش مثل التي تأتي من جنوب شرق آسيا أو من أدغال أفريقيا أو نحو ذلك, بل إن الدراسة تقول: إن هؤلاء الخادمات أكثرهن حاملات للشهادات الجامعية، وعندهن مؤهلات تربوية, لكن هؤلاء النساء والخادمات بشكل مباشر يقمن بمهمة التنصير التي سأذكر أنها هدف مهم جداً من خلال إيجاد فكرة الحاضنات ودور الرعاية والحضانة والتربية للأطفال، خاصة مع وجود التكامل في إخراج المرأة للعمل, ثم تضييعها, ثم انتزاع الأطفال وتربيتهم، فيفسد المجتمع والأسرة, وتدمر من كل العناصر؛ لأنها كذلك تجد أن عنصر الشباب والشابات لهم أيضاً ما يصرفهم، كما سيأتي في مسألة الهاتف والفيديو.
وفي دراسة أجريت في المملكة العربية السعودية ذكرت هذه النتائج من الناحية العقدية: الأمر الأول: كثر عند الأطفال الاحتفال بأعياد الميلاد والمناسبات التي تتعلق بديانات الكفار، فإننا نجد كثيراً من البيئات –للأسف- تجد فيها أن الابن يتعلق بعيد الميلاد وبعيد المسيح ورأس السنة ونحو ذلك، لما يتلقاه من هذه المربية أو الخادمة، وإذا كانت الأسرة مساعدة على ذلك فهذا شر وشر، وإذا كانت لاهية فإن الخادمة تستطيع ممارسة هذه الأمور مع ربيبها في غرفتها, وتأتي له بالشمعة، وتمارس كل شيء؛ لأن الأهل غائبون أصلاً لا وجود لهم، وللأسف نجد أن هذه ظاهرة مشاهدة في المجتمع, فإنك تجد بعض المطاعم الآن لها قسم مخصص للأطفال, وتجد أنه مخصص لأعياد الميلاد، ولبعض الحفلات التي يدعو فيها الطفل زميلته أو زملاءه ليقيم لهم حفلة, ويكون الحضور لهؤلاء الأطفال ومن معهم من الخادمات, وقد رأيت هذا بعيني في بعض هذه الأماكن.
فإذاً التعود على شعائر الكفر وأعياد الكفر لا شك أنه نوع من انتزاع الولاء والبراء, ونوع من التلبس بانحرافات عقدية ظاهرة.
الأمر الثاني في هذه الدراسة: وجود عدم الحرص والجدية على أداء الصلوات في أوقاتها, والتسيب والتفريط فيها، وعدم الاهتمام بها إلى درجة ضعيفة جداً.
الأمر الثالث: الحرص على مشاركة الخادمات في الاستماع للبرامج الأجنبية، والقراءات في الكتب الدينية.
الأمر الرابع: إثارة أسئلة وجدل حول القضايا الدينية، ولا شك أن هذه القضية خطيرة جداً، فإنه قد ذكرت جريدة (الهدف) رغم انحرافها في عام ألف وأربعمائة وعشرة من الهجرة مقالاً قالت فيه: أطفال يعبدون النار أمام البوتجازات أو الغاز؛ لأنهم يتأثرون بالخادمات الوثنيات اللاتي يقدسن النار، فيأتي الأهل فيجدون الطفل وهو أمام الموقد وهو يؤدي طقوس العبادة لهذه النار! وهذا أمر نتج عن تحقيقات صحفية واقعية.
وهكذا إثارة قضايا الجدل في الدين: لماذا هذه الصلاة؟! ولماذا هذا الحجاب؟! ولماذا هذا الدين؟! ولأي شيء تقول: لا إله إلا الله محمد رسول الله؟! خاصة بالنسبة للطفل الصغير، فإنه على أقل تقدير يشكك في هذه العقائد، بينما لو كانت الأسرة مسلمة محافظة فإنها تسعى إلى أن تلقن هذا الطفل العقيدة السليمة، بدءاً من الأذان في أذنه عند ولادته ليسمع كلمة التوحيد، وتحنيكه إلى آخره، فينبغي أن تغرس فيه هذه المعاني، وليست مهمتها أن تتركه، بل ينبغي أن تغرسها فيه، لكن أن تتركه لتغرس فيه معانٍ وعقائد كفرية مخالفة لهذا الدين فإن الأمر يتحقق فيه قول النبي عليه الصلاة والسلام: (كل مولود يولد على الفطرة, فأبواه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه) فهؤلاء تركوه للخادمة لتهوده أو لتنصره أو لتمجسه أو لتخرجه من دينه وتشككه في حقائق هذا الإيمان.
الأمر الخامس في الانحرافات العقدية: تحليل الحرام وتحريم الحلال، فإن التلقين الذي يحصل يجعل الطفل أو الصغار يحللون الاختلاط، ولماذا يكون حراماً؟! ويحللون الخمر، ولماذا تكون حراماً؟! وأتكلم عن بيئات الخليج بشكل عام؛ لأن الدراسة أيضاً تشمل بعضها, وهذه كلها صور من الانحرافات العقدية.
وأذكر نصين: أحدهما متعلق باليهودية, والآخر متعلق بالنصرانية: ففي (برتوكولات حكماء صهيون) نص على أن من أساليب اليهود وإفسادهم للمسلمين وصرفهم عن دينهم -كما يقولون- إشاعة الانحراف والخلل العقائدي عن طريق ما يقول عنه النص: هذه الأعمال التي أغراهم بها وكلاؤنا ومعلمونا وقهرماناتنا في البيوت الغنية.
والقهرمانات هن المربيات, ولك أن تتصور أو أن تعرف أنه كلما كانت الأسرة راقية في المستوى المادي كلما كان عندها من الخدم أصحاب التطور الحضاري وأصحاب الشهادات العالية من يكونون أقدر على تثبيت هذه الانحرافات العقدية وغرسها في الأطفال وفي الأسرة, وكذلك يكون في غالب البيئات المترفة التي هي أبعد عن التعلق بأبنائها, ونرى أن الطبقات العالية في المجتمع من أصحاب الأموال والثراء, ومن أصحاب الوجاهة, وربما من أصحاب السلطة يسلمون أبناءهم الذين هم أمل المستقبل في إدارة دفة الأمور وفي تولي كثير من المناصب يسلمونهم لهؤلاء الخادمات ليقمن بهذه العملية التدميرية المسخية للعقائد.
وهذا نص بالنسبة للنصرانية أو للمبشرين: يقول أحدهم: يجب أن نؤكد في جميع ميادين التبشير جانب العمل بين الصغار وللصغار, وترانا مقتنعين لأسباب مختلفة بأن نجعله -أي: هذا العمل- عمدة عملنا في البلاد الإسلامية؛ لأن الأثر المفسد في الإسلام يبدأ باكراً جداً.
يقولون: إن الإسلام يفسد به الأطفال، أي أن المسلمين يفسدون أطفالهم بهذا الإسلام منذ صغرهم, فإذا كان الصغير الذي لا يعقل يقول: (لا إله إلا الله) ويقول: (الله أكبر) وإذا قلت له: من أين جاءك هذا؟ قال: من الله.
من أعطاك هذا؟ قال: الله.
فإن هذا الفساد -في نظرهم- يبدأ مبكراً، من أجل ذلك يجب أن يحمل الأطفال الصغار إلى المسيح قبل بلوغهم الرشد, وقبل أن تأخذ طبائعهم أشكالها الإسلامية.
إذاً المسألة واضحة في هذا الجانب, والخطر عظيم جداً, ليس الخطر متعلقاً بالصغار في الحقيقة, بل إن الخطر -أيضاً- متعلق حتى بالكبار من الشباب والشابات, خاصة في ظل وجود الفراغ العلمي، بحيث تجد كثيراً من هؤلاء لا يعرفون دينهم, ولا يعرفون الحقائق الإيمانية عن يقين وعن وضوح، بحيث إنه يمكن أن تكون الشبه التي تطرح والتساؤلات التي تلقى تثير عندهم الريبة, وتزعزع عندهم المسلمات العقدية, بل إنه تنشأ هناك ظاهرة موجودة في الأسر حتى عند أرباب الأسر من الرجال والأزواج, وهي موضوع حرية التدين وإخاء الأديان, فيقول أحدهم: أنا عندي خادمة مسيحية, وعندي سائق بوذي, والحقيقة أن لهم أخلاقاً جميلة, وتعاملهم جميل, وهذه كلها ديانات, ولكل إنسان أن يأخذ الدين الذي يراه, وليس هناك مانع في مثل هذا, والأديان كلها واحدة, والأديان قضية شخصية.
وهذا لا شك -أيضاً- أنه انحراف عقدي؛ لأن فيه أن لا يوقن الإنسان بأن الإسلام كما قال الله سبحانه وتعالى: {إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الإِسْلامُ} [آل عمران:19]، وأن لا يوقن بأن هذا الدين فحسب هو الدين الخالد الذي يرضاه الله سبحانه وتعالى لعباده وللناس أجمعين, وأن بقية الديانات السماوية علاها التحريف حتى غدت في كثير من نصوصها كفرية, فهذا الاعتقاد عدم وجوده في المسلم هو نوع من التميع في الاعتقاد, بل نوع من الانسلاخ من حقائق أساسية في هذه العقيدة الإيمانية, إضافة إلى الحب والولاء لهؤلاء الكفرة من الخدم أو الخادمات.