بين الشكلية والواقعية

كثيرة هي الأمور الشكلية في مسائل التعليم، فالطلبة إلى حد ما هم والمدرسون صاروا نسخة، فالطلاب ينبغي في كل مادة عنده واجب، ويأخذ هذا الواجب يقرأ السؤال ويجيب من نفس الكتاب، وينقل نفس الكتاب والإجابة، ويُذهب بالدفاتر إلى المدرس ولا يقرأها؛ لأنه يعلم أن الطالب لم يشغل فيها عقله ولم يستنبط، بل مجرد أنه نقلها من ورقة إلى ورقة بشيء من الكراهة والملل، ثم جاءت إلى المدرس فتجاوزها من غير قراءة ولا تصحيح، ثم المدرس مطلوب منه أن يرصد الدرجات، درجات على الواجب، ودرجات على الاختبار الشهري، ودرجات على كذا، فإذا به ينسخ ويقرأ ويصحح، وإذا به في آخر الأمر لم يعد معلماً، بل صار كاتباً ومصححاً! والطالب أيضاً لم يعد طالباً يفهم ويستوعب ويفكر ويسأل ويبدع بل صار كاتباً ناسخاً! وأصبحت الصورة شكلية، ثمانية وثلاثة أرباع، والدرجة من خمسة عشر في الشهر الواحد مقسمة على أقسام، ومبادلة الحسابات على هذا المنوال، وضاعت الزبدة التعليمية في داخل هذه الشكليات التي فيها إرهاق وجهد وتضييع لكثير من الطاقات!

طور بواسطة نورين ميديا © 2015