إن هناك تفككاً اجتماعياً، وطبقية عنصرية في داخل ذلك المجتمع، فليس اليهود كلهم في مرتبة واحدة سواء بالنسبة للمجتمع اليهودي، أما هم فيعتبرون أنفسهم أعلى من الخلق كلهم، وأحسن من البشرية جمعاء، ولكنهم في داخل ذلك المجتمع ينقسمون إلى يهود من الدرجة الأولى وهم: اليهود الغربيون الذين أتوا من أوروبا الغربية، ومن أمريكا ومن غيرها، ويسمونهم الإشكاريزن، واليهود الآخرون من الدرجة الثانية من أوروبا الشرقية، ويسمونهم سكادرن، ثم هناك من هو دونهم، وهم اليهود القادمون من إفريقيا ومن بعض الدول العربية، وهذا ليس أمراً مدعىً عليهم، بل هو معروف لديهم، وإن أولئك اليهود الذين يحسون بهذه التفرقة العنصرية بدأت آثارها الاجتماعية واضحة جلية تتحدث في صور كثيرة داخل ذلك المجتمع.
ثم نرى أيضاً كثيراً من الصور التي تندرج تحت ذلك الضعف والهوان الحقيقي الذي قد نستغرب كيف يكون كذلك ثم لا يجرؤ أحد، ولا تستطيع أمة أو دولة أو شعب أن يقهرهم ويغلبهم؟!! ومن الأمور التي صارت معروفة في هذه الأيام على وجه الخصوص ومع الانتفاضة الجهادية المباركة أن كثيراً من جنود اليهود يرفضون الأوامر العسكرية بالتوجه إلى مناطق التماس والمواجهة الحربية، وأن كثيراً منهم الآن مسجونون في السجون الإسرائيلية عقوبة لهم على عدم امتثال الأوامر العسكرية، وأن كثيراً منهم قد ملئت قلوبهم رعباً، وأنهم -كما رأينا بعد العمليات الجهادية الموجعة- باتوا يدعون إلى إعلان تهدئة الأوضاع، أو وقف إطلاق النار كما يزعمون أو نحو ذلك.
ونجد كثيراً من الأوضاع العجيبة في ذلك المجتمع، تدل على الكثير من الفساد العظيم، والهلاك الكامل، والتفكك الرهيب الذي ينخر في ذلك المجتمع، وهناك دراسات كثيرة تدل على ذلك ليس هذا مقام ذكرها.
فكيف استطاع أولئك أن يواجهوا الأمة العربية والإسلامية رغم كل هذه الأوضاع المتردية؟!