الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء والمرسلين نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، وعلى من تبعهم بإحسان واقتفى أثرهم ونهج نهجهم إلى يوم الدين، وعلينا وعلى عباد الله الصالحين.
أما بعد: أيها الإخوة المؤمنون! أوصيكم ونفسي الخاطئة بتقوى الله، فإن تقوى الله أعظم زاد يقدم به العبد على مولاه، فاتقوا الله في السر والعلن، واحرصوا على أداء الفرائض والسنن، واجتنبوا الفواحش ما ظهر منها وما بطن.
أيها الإخوة الأحبة! هنا وقفة أيضاً حول هذا الموضوع في ثمار الوقاية وفوائدها؛ حتى ندرك أننا بصدد أمر عظيم وفائدة كبرى ونعمة عظمى ينبغي أن نحرص عليها، وأن نعض عليها بالنواجذ، وألا نفرط فيها، وألا يضحك علينا أعداؤنا بزخرف من القول وبهرج من الألاعيب والأباطيل التي يريدون أن يصرفونا بها عن ديننا، فإذا كنت في منزل محصن تسلم فيه من الأذى ومن البرد والحر، فإنك تكون مغفلاً إن جاءك من ينزلك منه ويقول: تعال إلى حيث الهواء الطلق والجو الجميل، ثم تخرج وإذا أنت في العراء ليس لك مسكن يؤويك ولا بيت يحميك، وهذا هو الذي يريده أعداؤنا؛ ولهذا فإن ثمار الوقاية عظيمة جداً وكبيرة، ولا يمكن أن يقدر قدرها أحد، ولا يمكن أن توزن ولو بذهب الدنيا كلها: