وأخيراً: المتابعة.
فإن كثيراً من مشكلات أبنائنا السلوكية والفكرية والخلقية والاجتماعية والأسرية يمكن أن يطلع عليها المدرس إذا كان متابعاً لطلابه، فيرى انخفاضاً في المستوى فيسأل، ويرى غياباً عن الحضور فيتفقد، وقد كان محمد صلى الله عليه وسلم يتفقد أصحابه، ولما نزلت الآيات بالنهي عن رفع الصوت في مجلسه غاب ثابت بن قيس رضي الله عنه، فتفقده الرسول وسأل عنه: أين هو؟! فذهب بعض الصحابة يسأل فقال: إني امرؤٌ جهوري الصوت، أخشى أن أتحدث بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم فيعلو صوتي على صوته فأهلك.
فيبشره النبي صلى الله عليه وسلم ويرده.
هذا التفقد نحتاجه لئلا تسري أفكار منحرفة ومناهج مضللة إلى عقول أبنائنا، لئلا يخرج أبناؤنا من مدارسنا ومعاهدنا إلى أحد طريقين: طريق تطرف حقيقي خارج عن شرع الله يخرب البلاد ويروع العباد، أو يخرجون إلى طريق من الانحراف ينسلخون فيه من أمتهم وأسرهم، وينقطعون عن ثقافتهم، ويعيشون بيننا بعقول ليست كالعقول التي نفكر بها، وبقلوب ونفوس على غير ما هو في كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم.
وهذه مهمة عظيمة وخطيرة، نسأل الله عز وجل أن يوفقنا نحن -معاشر الآباء والأمهات- إلى حسن القيام بها، وأن يحسن من أداء معلمينا ومعلماتنا، وأن يوفق الجميع لما فيه خير الإسلام والمسلمين.